عن حكم الإعدام الصادم والموحش، أو كيف يرتكب القاضي نفسه، المكلّف بالعدل، فعلا موحشا في حقّ الإنسان، خاصّة حين يكون إنسانا ضعيفا ومعدما ماديّا ونفسيّا وصحيّا ( حالة المحكوم عليه بالإعدام هنا ).
فعل عبثيّ يكشف هشاشة العدل حين يضرب على أيدي الشّرفاء وتطلق أيدي العابثين وغير المؤهّلين، وحين تصبح الأحكام سياسيّة غايتها التّرضية ( التي قد تنقلب على صاحبها ) أو المصلحة الضيّقة.
وفي الوقت الذي ننتظر فيه من القاضي أن يكون شعلة تضيء الطّريق داخل مجتمع متناحر يتبادل إطلاق الأحكام ( أحكام رمزيّة بالإعدام أحيانا ) وتمارس فيه أقصى درجات النّفي والقتل المعنوي والتشهير وهتك الأعراض واغتيال رموز النّضال، يصبح بدوره أداة اغتيال لحريّة التّعبير وللحقوق الإنسانيّة، وآلة دوس على العدل، وأحد حرّاس المعبد المتهاوي.
هو الفعل الحقيقيّ الموحش في حقّ الإنسان والذّي سيحوّل البلاد إلى زنزانة رعب قد تنتهي بالفرار الجماعيّ أو البقاء الذي يشبه الموت.