كورونا الفاشلة

Photo

بعد انقشاع أوهامي الكثيرة بأنّ كورونا ورعبها وهرواة الفناء التي تحملها على الرؤوس ستجعل القلوب تتصافى وتتقارب وتلقي بعداواتها ونقمتها في الخارج قبل أن تدخل الحجر الصحي القلبي والعقلي فتعيد مراجعة وجودها وتطلق العنان لتصوّرات تطير بنا إلى السماء،

بعد انقشاع هذه الأوهام عليّ أن أقرّ بأنّ كورونا فشلت مع التونسي، فشلت في تغيير الطبع العدميّ الهدّام لبعض السياسيين والمتحزّبين (أو الكثير)، وأنّها رغم قوّتها وجبروتها انهزمت، وهي التي لم تنهزم مع أعتى الدول التي لملمت خلافاتها وتجاوزت تناقضاتها وفكّرت ببراغماتية من أجل إنقاذ اقتصادها في لحظة مربكة ومزلزلة،

وها أنا اكاد اسمع كورونا تقول: اخرجوني من هذه البقعة من الارض.

حين يكون مصير البلاد في هذه اللحظة بيد عابثين هدامين يهدمون كل سعي الى انقاذ البلاد ونحن على ابواب ازمة عالمية قد تفضي الى تكثيف ازمة البطالة وتنتج ازمات اجتماعية حادة فهذا يعني اننا لن نعيش ما بعد كورونا وأننا سنظل نعيد زمن ماقبل كورونا، زمن الديمقراطية المريضة المصابة بفيروس الفساد وفيروس الامراض الايديولوجية الموروثة وفيروس شعبوية صارت مهيمنة ولاعقلانية مؤذية ومدمّرة.

كورونا الفاشلة لن تستطيعي تغيير شيء هنا. فالتركيبة اعقد مما تتصورين. غادري ودعينا لشاننا قبل أن تصابي بالجنون.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات