ميتافيزيقا السياسة

Photo

مع كلّ حريق يُبنى وهم جديد بوقوع أشياء خارج نطاق إدراكنا الحسيّ. أشياء تصنعها "قوى غيبية" لا تُرى ولا تُدرك ولكنّها مخيفة وموجّهة لمصائرنا. قادرة على إشعال الحرائق متى تريد طقسا احتفاليا مريعا للقبض على الأرواح.

إنّها ميتافيزيقا السياسة هنا حيث تجتمع "الأطراف الخفية" مع "قوى خارجية" مع " مجهولين" و"أيادي خفيّة" لبناء سماء لا افق لها وإيهامنا بقوّة عابثة لا قدرة لنا عليها. وهي تظهر دائما حين نوشك على الخروج من مآزقنا لتردّنا إلى أوّل النفق.

ميتافيزيقا السياسة قوة مضادة للثورة والديمقراطية والحريّة. ومازلنا نذكر سنوات مابعد الثورة والحرائق وأصوات الفرقعات ليلا تأتي من أماكن مجهولة. كان الرعب على أقصاه. وكان كلّ شي يهيّئنا لتصوّر " آلهة الشرّ" ترتع في كلّ الأمكنة لمعاقبتنا على الجرأة على الحلم.

وكان العقاب شديدا في بعض الأوقات بإطلاق العنان للاغتيالات التي اغتالت العقل أوّلا وحوّلت الكلّ إلى شياطين ضدّ الكلّ. وصوّر البعض فعلا بآذان وقرون طويلة. شيطنة من هنا ومن هناك حملتنا بعيدا عن السياسة المأمولة بما هي تدبير عادل لوجودنا وكانت المصالحات خضوعا للرجم الميتافيزيقي لأرض الثورة التي أريد تحويلها إلى أرض خراب.

ويبدو أنّ الصمت إزاءها يؤكد أنها قوة مافوق الدولة. أكبر من الدولة بلغة رئيسنا ذات يوم. ولعلها تحتاج قرابين كثيرة للتحرر منها. غير أنّ المعضلة أنّ لها خدما هنا تحولوا بدورهم إلى كهنة لدى معبوديهم وأنصارهم في منظمات وأحزاب فلا يُجرؤ على المس منهم، فهم فوق عدالة الارض ولا يعترفون بقوانينها وتشريعاتها.

الانتقال من ميتافيزيقا السياسة إلى إيتيقا السياسة، نقلة عملاقة تحتاج التحرّر من كهنة وميتا السياسة من أجل سياسة بعقل وأخلاق وروح.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات