في "الأزمة الهيكلية" في الدولة والمجتمع...والبني القاعدي... ولعب الذري في السياسة...هههه هههه

في حكم البني القاعدي "نظريا"...ليس هناك حزبا يقود... وهذا من التعلات للعمل على تهميش الأحزاب... وكل الأجسام الوسيطة في المجتمع من أحزاب ونقابات وجمعيات...وذلك رويدا رويدا وعلى مراحل حتى زوالها... ويكون ذلك بعدم التعامل معها واخراجها من المشهد وحتى باستئصال قياداتها وكوادرها في السجون والمنافي وقطع الأرزاق...وتدمير مؤسسات الدولة المستقلة ومؤسسات التدبير الحر الديمقراطية... بدعوى أنها تفتت الدولة...الممثلة في الزعيم وحده دون سواه...وعلى الجميع في المجتمع الإنصياع.. لأنه هو الذي يمثل الشعب وحده....

و يعتبر "منظرو" البني القاعدي ان وجود كل تلك الأجسام الوسيطة ومؤسسات الدولة المستقلة والهيئات الدستورية ومؤسسات التدبير الحر الديمقراطية في المحليات والجهات ذات الصلاحيات اللامركزية ...يشكل في حد ذاته أزمة هيكلة في الدولة وفي المجتمع....ووجودها هو أساس الأزمات المتكررة التي لا يمكن تجاوزها... إلا بالقضاء عليها وإن بقيت فشكلا بدون صلاحياتها...وتغييرها بالبني القاعدي..

ولذلك مثلا فإن المنقلب على دستور الثورة الذي وضعها... رفض دستور بلعيد ومحفوظ..وانزل دستوره بمفرده...لأنهما لم يتقيدا بتعليماته كاملة...فحاولا التوفيق بين نظرية البني القاعدي الشمولية وبعض مبادئ الدولة الحديثة…

كما يعتبرون أن نجاح مشروع البني القاعدي يتوقف على تأجيج التناقضات الموجودة بين مختلف الأجسام الوسيطة حتى لا تتظاهر جهودها ضده...وأنه لا يجب ضربها مع بعضها..وإنما الواحدة تلو الأخرى...ويكون ذلك بتوظيف القضاء وتلفيق القضايا وتغيير القوانين الديمقراطية التي تضمن التعددية والحقوق والحريات..

وفي المقابل...يعتمد البني القاعدي على الغوغاء كقاعدة شعبية حركية يأججها بانتظام بلغة عدائية.. ويمولها بشعارات هولامية عامة يفهم منها كل ما يريد.ليوجه سهامه لمن يريد...وعلى أساس ما يذهب إليه الرأي الغالب بينهم وميزان القوى في اللحظة السياسية يختار الأعداء الذين يخطط لتصفيتهم في تلك اللحظة...وهذا ما يعنيه بمقولة "الشعب يريد"..للقول للمريدين أن لهم دور في سلطة القرار في حين أنهم مجرد دمى حمقاء محركة من فوق..وإن المشروع...كل المشروع في يد صاحبه ومقربيه القريبين دون سواهم...والبقية كلهم رعية…

وهو يعمل في طور التأسيس إضافة للاعتماد على أجهزة الدولة الصلبة التي يبدأ بالتحكم فيها ليرتكز أساسا عليها، وعلى خرق القوانين، كل القوانين التي تعترض التأسيس من الدستور القانون الأعلى إلى اسفل الهرم مثل الاتفاقيات الاجتماعية التي تصدر بقرارات وزارية وحتى المناشير الوزارية التي تثبت حقوق مكتسبة للأجسام الوسيطة..وذلك بوضع ازلامه في مختلف أجهزة الدولة فتتكاثر الإقالات والتعيينات فيها…

وفي ذلك يعتمد على من لهم تجربة في حسن تنفيذ التعليمات، ويقدمون له الولاء والتأييد ...ولا يهمه ماضيهم السياسي فهو يغرف من مختلف التوجهات الفكرية..طالما انه لا يعتمد على حزب..

ولا يتورع على جعلهم أكباش فداء وتحميلهم شخصيا فشل سياساته في مختلف المجالات..وتغييرهم بغيرهم ولو واصلو في تقديم الولاء والتأييد... وسذاجة البني القاعدي...تبرز في عدة جوانب...ولذلك هي لا ترقى إلى مرتبة النظرية السياسية...لتبقى بمثابة لعب الذري في السياسة...وشعوذة شمولية…

ويتجلى ذلك مثلا من غياب البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي ينهض بالاقتصاد... وهم يعترفون بذلك لما يقولون ان ليس لهم برنامج ويدعون ان الشعب هو الذي سيقول البرنامج...فيواصلون تطبيق نفس برنامج من سبقوهم...مع بعض الخرافات الاقتصادية التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولن تؤدي لاية نهضة اقتصادية واجتماعية مثل الشركات الأهلية والصلح الجزائي...الخ…

إلى غياب البرنامج الحضاري المجتمعي التقدمي...فتراهم يعارضون كل ما يمكن أن يمثل تطورا اجتماعيات...بل هم يتمسكون بالفكر الرجعي (ولا المحافظ الذي يقبل بما وصل إليه المحتمع من تطور)...الفكر الرجعي الذي لا يزال يشد المجتمع إلى الوراء مثل التمييز ضد النساء وضد الأقليات والعنصرية ونسف قيم المواطنة…

وتبرز السذاجة أيضا... بتشكيل في آخر المطاف...وبالضرورة ورغم أنفهم إن كانو صادقين... لتيار سياسي منظم خلف الزعيم...وذلك بتجميع كل تلك الازلام التي قدمت له الولاء والتأييد...ويبقى ثانويا شكل التنظيم... وقد بدأت البوادر في هذا المجال والكل بصدد المبادرة والتموقع ويقول "مني خرجت"...ههه...حتى يقول الزعيم كيف تنظم الأمور...وسيضطر بالضرورة للقول.. للم الشتات...فتلك طبيعة الأمور...هههه

وهذا التيار جسما وسيطا بين الزعيم والشعب...وهو عبارة عن قوة سياسية...أي حزب الرئيس... كما هو الشأن في كل نظام شمولي..هههه… والغريب...ان هذا اللعب بكل شيئ في الدولة وفي المجتمع...والتخريب المتواصل...فهمه الجميع...وإن لم يكن كله...فجله..

لكن البعض لا يزال يأمل في لفتة كريمة من الرئيس...وهاجسه نصب العداء لغيره من المستهدفين...عل الرئيس يتذكره...فيناديه...والحال انه لا يفرق بين الجميع...بدون الولاء والتأييد.. هههه…

فبحيث....يبطى شوية...طالما أنك لم تتوجه للرئيس بعبارات الولاء والتأييد... وحتى في هاذه الحالة ستبقى كما هو الحال في كل نظام شمولي...رعية بني وويست وبدون حقوق ...وسيبقى سيف الاستبداد مسلول على رأسك ايضا...حتى لو أكثرت من الزكرة والطبلة والبندير...هههه هههه…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات