لينا الحرة الشجاعة…

Photo

لسنا من نفس الجيل...ولم أكن أعرفها... اكتشفتها بكتاباتها زمن الاستبداد عن طريق شبكة الأنترانت... كنت أقرأ مدوناتها... المحجوبة... باستعمال البروكسيات ...فأشعر بالفخر والإعتزاز بالشباب الحر مثلها الذي يتصدي للاستبداد..

كانت في طليعة المناضلات والمناضلين ضد الخليقة المشؤوم عمار 404... بنية تونسية...تمارس حريتها في التعبير وتناضل من أجلها مع ثلة من أصدقاءها الشباب...لما كانت ممارسة حرية التعبير بمشاقها ومخاطرها…

ولم تكتف بالكتابة وبالتواصل مع الناس...بل كانت تحاول رغم المنع والقمع.. الهبوط للميدان دفاعا عن حرية التعبير والحق في التظاهر…

ثم تعرفت عليها... لا في المناسبات...وإنما في أروقة المحاكم وقاعاتها... عندما كانت تأتي للتضامن مع مساجين الرأي في المحاكمات الجائرة التي كان ينظمها أزلام بن علي...رغم محاصرة البوليس لتلك الجلسات…

وجدت مواطنة تونسية شابة... مناضلة متخلقة وشجاعة وحرة... تجلب الإحترام... لم تكن مأدلجة وسكتارية كما كان العديد من الشباب...فلم تكن لها عداوات.. بل كانت إمرأة تونسية تنطق حرية وتمارسها...وتناضل من أجل حرية الآخرين…

بنية تونسية كانت ترمز للحرية والمساواة بين المواطنين...بكل معاني الحرية والمساواة ومقاييسها... بعد الثورة... وكسب حرية التعبير للجميع...لم تبخل ولم تتأخر عن مواصلة النضال من أجل قناعاتها رغم مشاكلها الصحية الخطيرة...وهذا يعرفه الجميع... فلم يعد هناك عمار المشؤوم لحجب ما تكتبه وما تفعله…

أما الصورة التي ستبقى مرسومة عندي... فكانت في جنازة المناضلة مية الجريبي... كانت منهكة ورغم ذلك حضرت وسارت مع الجميع في الطريق الطويل...من المنزل إلى مثواها الآخير....

لينا الشجاعة رحلت...ولكنها ستبقى في ذاكرة الجميع... عاشت حرة... وغادرتنا حرة...

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات