مشطرة من "تنظيرات" انعزالية بيروقراطية معادية للديمقراطية التنظيمية...والديمقراطية الشعبية…

Photo

ان يقال مثلا ان هناك "تنظيمات أفقية" وهناك "تنظيمات مركزية"... وأن التنظيمات الأفقية لا تهتم بالبرنامج والخط السياسي والأهداف العامة التي يجب تحقيقها... وهي تقدم الشكل الديمقراطي على المحتوى... وهي بالتالي شريك للنظام الرأسمالي...لأنها تعمل على ديمومته.

هذه دمغجة انعزالية بجمل فضفاضة... لأنه لا توجد تنظيمات "أفقية" في الواقع...بل كل التنظيمات مهما كانت لها منخرطين وهيكلة وقيادة... والفرق بين التنظيمات هو إما أنها تكون ديمقراطية...أو لا تكون أي بيروقراطية انعزالية... لان الدفع بمقولة "شكلية" الديمقراطية... أينما كان ذلك في حزب او منظمة او في الإنتخابات السياسية هي خرافة ونفاق سياسي…

فأنت تراهم يشاركون في الإنتخابات أينما كانت...ويخاصمون بضراوة للحصول على المواقع...وعندما لا يكون ذلك في مصلحتهم أو لا تكون عندهم القدرة للفوز...او عندما يفشلون...تصبح الانتخابات عندهم "شكلية"... وحتى الديمقراطية بالتبعية تصبح عندهم "شكلية"!!!

ومن هنا فهؤلاء يقولون انهم لا يؤمنون بالديقراطية الشعبية التي يمكن ان تتحقق عن طريق الانتخابات...لما يعبر الشعب عن رأيه لفائدة قوة سياسية لها برنامج يخدمه...ويهزم الأحزاب اليمينية التي تدافع عن الأقليات المهيمنة...لأنهم في الحقيقة يعجزون على التأقلم مع واقع الصراع الطبقي لمواجهتها والانتصار عليها...رغم أنهم يشاركون في تلك الانتخابات للتحصل فقط على بعض الفتات الذي "يغني" المستكرشين من قياداتهم...ولتمويل حوانيتهم الصغيرة...بجزء من عاءداتها…

التنظيمات اليسارية الديمقراطية في مختلف بلدان العالم...ينخرط فيها المناضلون بحرية على أساس أرضية الحزب السياسية (وليس ايديولوجية) وقانونه الأساسي والداخلي الديمقراطيبن... ولهم الحق في تقديم الاقتراحات لتطوير برنامجه الذي عليه ان يتطور حسب تطور الواقع والصراع المجتمعي... ولهم الحق في تقديم رؤاهم واضافاتهم حتى للأرضية...ان تراءى لهم انها تكلست ويجب تطويرها.. وتناقش التكتيكات بصفة ديمقراطية داخل كل الهياكل ويخضع القرار السياسي فيها للتصويت... ولا تطرد فيها الأقليات في الموقف...او يقع جبرهم على الخروج.. وينتخب فيها المسؤؤولون من القاعدة للقمة...ومن يفشل يغادر المسؤولية…

اما التنظيمات البيروقراطية الانعزالية فيختار فيها المنخرطون من طرف القيادة، بعد النقاش معهم والتحقيق في شأنهم وفترة تجربة قبل قبولهم...وذلك على أساس الإلتزام "بالخط السياسي" والمقصود هنا الخط الأيديولوجي وتستعمل هنا عبارة "الخط السياسي" للتغطية والتمويه لدى العموم وخصوصا لدى المناصرين الذين ينادونهم "بالاصدقاء"...عوضا عن رفاق...لأنهم يعتبرونهم ماعون خدمة ولا يرتقون في نظرهم لمرتبتهم...مرتبة الرفاق...ملا تخونيج...هههه…

ولا يمكن اخذ العضوية في ذلك التنظيم الانعزالي إلا بعد تقديم الولاء للقيادة... ويطرد فيها المناضلون الذين لم يعودو موالين لها او يقع ارغامهم على الاستقالة أو الابتعاد…

ولا وجود فيها لديمقراطية تنظيمية... فتحاصر الآراء والمواقف التي تتناقض مع مواقف القيادة بتعلة "الديمقراطية المركزية" التي تمارس من طرف القيادة كمركزية تعسفية... وذلك باللجوء لممارسات قمعية مختلفة مثل تذييت الخلاف حول الموقف مع المناضل المخالف..."بمحاسبته" حول ممارساته... للتهرب من مخرجات النقاش الديمقراطي معه... او بتجييش مناضلين موالين للقيادة ضده "لمحاسبته" على سيرته... ويذهب البعض بهم أحيانا حتى النبش في حياته الخاصة…

او بمطالبته "بالانضباط"...بمنعه من التعبير عن رأيه الخاص خارج هياكل التنظيم الرسمية او النقاش مع غيره من مناضلي الحزب خارج تلك الأطر التي تحدد اجتماعاتها القيادة وتشرف عليها...وان فعل يطرد بتهمة القيام بعمل موازي...الخ...وقائمة الانتهاكات لا تزال طويلة…

وان برز رغم ذلك كله خلاف سياسي داخلي حول تقييم او تكتيك ومقترحات للتجاوز ...فإنه يقع وأده بكل الطرق...وفي النهاية تستعمل المقصلة ضد من طرحو الخلاف...ويعمل على إرجاع من تفاعلو معهم إيجابيا إلى بيت الطاعة والولاء …

لأن الحقيقة دائما توجد عند القيادة وحدها...التي تتصرف كالمرشد...فهي لا تعترف أبدا بأنها تصيب وتخطىء ... وما على المناضلين المبايعين لها إلا الولاء…

لم أتحدث هنا على تونس بالتحديد...لأنه احيانا يجب الاستئناس بتجارب تيارات يسارية من بلدان أخرى، لفهم ما يحصل عندنا... هكذا تسير الأمور يا أكارم...في كل بلدان العالم التي فيها أحزاب يسارية ديمقراطية... وأحزاب يسارية بيروقراطية انعزالية…

ووحدها الأحزاب اليسارية الديمقراطية تمكنت من الانغراس لتصبح جماهيرية... والتأثير الفعلي في سياسة بلادها لخدمة شعوبها…

أما الأخرى فحدث ولا حرج...وأولها انك لم تر احدها في السلطة...منذ نصف قرن...والمستقبل لا ينبىء بخلافه مهما كانت كثرة الجمل والشوشرة الثورجية....

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات