لحظات قبل وقوع الفأس في الرأس..

يبدو أنّ الخيارات أصبحت محدودة بالنسبة للمملكة العربيّة السعوديّة ولم يعد أمامها الكثير من مساحات المناورة، هما خيارين لا ثالث لهما، العودة إلى التقاليد الموروثة في تداول الأسرة المالكة على الحكم، وفصل حلقة محمّد بن سلمان عن القصر ليواجه جريمته بعيدا عن ملك آل سعود، أو التمسّك ببن سلمان ومن ثمّ مواجهة حصار طويل تتخلّله سلسلة من الابتزازات الماليّة الضخمة والطويلة وخاصّة الابتزاز على مستوى القرار ووجهة السياسات الخارجيّة وأيضا الداخليّة.

ذلك أنّ المؤشّرات تميل إلى وفاء بايدن بوعده الذي قطعه خلال الحملة الانتخابيّة حين أكّد أنّه سيكشف عن القتلة الحقيقيّين لجمال خاشقجي، ذلك الوعد الذي دشّنته بجديّة المرشّحة لمنصب رئاسة جهاز الاستخبارات الأميركيّة أفريل هاينز والتي توعّدت بتقديم ملفّ التحقيق في قتل جمال خاشقجي إلى الكونغرس ورفع السريّة عنه. يدعم وعود بايدن وتصريح هاينز ما نشره السيناتور رون وايدن على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وجاء فيه "أصبحنا أقرب ما يمكن إلى تحقيق العدالة لجمال".

واذا ما عدنا إلى تقرير مجلة فورين بوليسي الأمريكيّة الذي أكّد أنّ جهاز المخابرات “سي أي إي" توصل إلى أنّ ولي العهد محمّد بن سلمان هو من أمر بقتل جمال خاشقجي، ورغم محاولات الكونغرس المتعدّدة لنشر التقرير إلّا أنّ ترامب رفض ذلك وقام بالتغطية على الجريمة، وتبجّح بذلك بشكل مهين ووقح في حوار مع الصحفي بوب ودوارد، حين سأله عن سجاله مع الكونغرس حول الجريمة فقال " لقد أنقذت مؤخّرة بن سلمان".

يبقى السؤال المفتوح على كلّ الاحتمالات: ماذا سيفعل محمّد بن زايد الذي رسم لبن سلمان طريق الانقلاب على العائلة المالكة وطريقة إخضاع الأمراء والأثرياء والنشطاء والدعاة والعلماء، ثمّ أوعز له بملاحقة المعارضة في الخارج وتسديد ضربة صادمة في شكل اغتيال مروع يساعد في ردع البقيّة، ثمّ ساعد في استقبال القتلة كما فعل السيسي! أين كشفت التحرّيات أنّ فريق الاغتيال أقلع على متن طائرتين، واحدة من نوع Gulfstream غادرت اسطنبول في الساعة الرابعة من يوم الجريمة وتوجّهت إلى مصر وظلّت هناك ليوم واحد ثمّ عادت إلى الرياض، أمّا الطائرة الثانية من نوع Gulfstream G450 وصلت في نفس يوم الجريمة عند الساعة 3:13 صباحاً، و غادرت إسطنبول الساعة 10:42 مساء باتجاه دبي الإمارات العربيّة المتّحدة.

هكذا يكون مصير الأغبياء عندما تجتمع لديهم حاسة الغباء وغريزة الدم وصديق ماكر اسمه محمّد بن زايد، ذلك الوحش النفطي الذي مزج قابليّة الإجرام بقابليّة الحمق فاستخرج خلطة اسمها محمّد بن سلمان.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات