هل سيطر نبيل القروي على قصر قرطاج ؟

Photo

الأكيد أن تونس اقوى واكبر من هذا! لم نكن ولن نكون في حاجة الى استدعاء وزير الدفاع ليجلس مع رئيس الجمهورية وتتحرك الكاميرا بطريقة مدروسة ويتم قص وتلصيق الشريط لتبدو الصورة عادية وكأننا بصدد لقاء روتيني يندرج ضمن النشاط اليومي لرئيس الجمهورية،

في حين ان تهيئة الرئيس لتصوير تلك الدقيقة كانت شاقة ومكلفة، فالرجل لا يستحق انتزاعه من نقاهته ودفعه الى التحامل على نفسه وربما حقنه من أجل تلبية نزوات سياسية مجنونة لم نكن أبدا في حاجة إليها ولا الى صورة بوتفليقيّة أخرى ومسرحية مستنسخة من البلد الجار فقط من أجل شهوة حافظ وغريزة نبيل.

كان يمكن للرئيس ان يوقّع على قانون الانتخابات الذي أعده مجلس نواب الشعب ووافقت عليه الهيئة الدستورية ثم يواصل نقاهته، فلا تونس منزعجة من غيابه ولا هي مستعجلة على تغييره، بل العكس تماما، الجميع يرغب في انهاء العهدة المتبقية في احسن حال وبلا قلاقل، خاصة ونحن على مشارف استحقاق انتخابي سيقطع مع الريبة، ولا خشية من الفراغ لأن السلطات موزعة بحكمة،

ثم ان الدولة التونسية كجهاز وادراة قادرة على الاستمرار لأشهر دون الحاجة الى هرمي السلطة، وقد حدث أخطر وأطول من ذلك في لبنان وظلت بيروت صاخبة كما دوما وصيدا في مكانها تطل على البحر في طمأنينتها المعهودة، فالدولة أقوى من رموزها اذا توفرت العزيمة وأمن الوطن من الخيانة.

مباشرة بعد دعوة حزب قلب تونس الجيش الى الاستعداد للتدخل من اجل حماية رئيس الجمهورية، ثم مباشرة بعد الحديث عن مخاطر تتهدد الرئيس ، تخرج علينا صور السبسي مع وزير الدفاع، وكأننا نعيش اعلام الثلاثينات، ذلك الأبيض والأسود الذي اعتنقته أوروبا الجديدة وأوروبا العجوز دينا بدل الكنيسة المطلقة، وكأننا لا نفقه حقائق التوظيف ومغزى الصورة وحركة الكاميرا التلقائية او المركبة، طالبت تونس طوال 12 يوما بتوضيح حول قانون الانتخاب فلم يظهر الرئيس ولم يات التوضيح! طالب نبيل القروي بتدخل الجيش فلم تمض 12 ساعة حتى خرج علينا رئيس الجمهورية مع وزير الدفاع!!!!!!

تبحث تونس عن تفاصيل دستورية عن معلومات حول قانون الانتخابات عن ختم الرئاسة، تبحث عن وضع الأحزاب والاستحقاقات القادمة، تحتاج تونس الى لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس هيئة الانتخابات، بين السبسي ووزير الصحة، تحتاج حتى الى لقاء بين الرئيس وسمير الطيب حول صابة القمح.. فتعالجنا الرئاسة بلقاء بين الرئيس ووزير الدفاع ليؤكد لنا ان الوضع تحت السيطرة!!! طالب حزب القروي بتدخل الجيش فظهر الرئيس مع وزير الدفاع !!!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات