نكسة كبيرة تواجه انقلاب 25 جويلية..

يبدو أنّ حظوظ انقلاب 25 جويلية تتضاءل في الحصول على الدعم المطلوب نظرا لصعوبة الشروط التي وضعها الوكلاء، لا نتحدّث عن شروط الصناديق الدوليّة المانحة وإنّما عن شروط الصناديق الخليجيّة المانحة! فالإمارات العربيّة والسعوديّة وفرنسا كداعم لوجستي مهمّ كانوا يمنّون النّفس بتكرار صنيعهم مع التجربة المصريّة، حين أجهزوا على الإخوان فسقطت التجربة وانتهت الديمقراطيّة، حينها كان الإخوان هم القوّة الضاربة والسارية التي تستند عليها الثورة والتجربة.. ركّزوا قصفهم على الجماعة.. سقطت فسقط كلّ شيء.

في تونس واجهتهم عقبة لم تكن في الحسبان، اتضح لهم أنّ النّهضة ليست الدّاعم الوحيد للتجربة ولا هي السارية اليتيمة التي تتكئ عليها الثورة "طبعا على أهميّة النّهضة" اتضح أنّ اجتثاث النّهضة لا ينهي المهمّة، لذلك أطلق القرصان محاولة قويّة ومركّزة قبل إعلان حكومة الانقلاب، محاولة اهتمّت بشيطنة النّهضة وتقديس الانقلاب في سعي لإحراج المنحازين إلى الثورة والمتأرجحين المتردّدين حتى يلتحقوا بركب الانقلاب، وهدفهم ان تتعرّى الثورة وتُختزل في النّهضة، هناك يسهل تكرار التجربة المصريّة، ومن ثمّت تتدفّق المساعدات والهبات والقروض الضخمة لإنعاش الانقلاب وتمكينه من مساحة زمن ينمّي فيها ملكات البطش ويصنع لنفسه هيبة الردع.

يدرك قرصان جريمة 25 جويلية أنّ الوقت ليس لصالحه وأنّه لم يعد يحتاج إلى اقتلاع النّهضة فحسب وإنّما أصبح يتحتّم عليه تبديد الشكّ الذي هيمن على رعاة الانقلاب وخزينة التمويل الموعود، لذلك أصبح يستهدف المؤسّسات بشكل سريع وعشوائي ودون توفير وجبة تحايل دستوريّة كدأبه دوما، أصبح يحصد بلا هوادة في محاولة تبدو يائسة لاستعادة ثقة المموّلين، فالقرصان ومحيطه يدركون أنّ البلاد نزفت بقوّة رهيبة في الأشهر الأخيرة وأنّ لا خلاص من الكارثة او تخفيف وطأتها بغير الأربعة مليار دولار التي وعدت بها دول الخليج، ثمّ الجدولة وشطب بعض الديون التي ستقودها فرنسا داخل المجتمع الأوروبي.

يصعب جدّا على عصابة قرطاج إعادة صنصرة جبهة التصدّي التي تشكّلت، بل يصعب إيقاف كرة الثلج التي ستجعل من هذه الجبهة كاسحة جارفة لمشروع اللجان، وكلّما كبرت كرة الثلج وتوسّعت جبهة الصدّ كلّما حسم المموّل الخليجي أمره وعزف عن الاستثمار في انقلاب يرشح الفشل منه وينز.

تبقى الإشارة إلى أنّ ائتلاف الكرامة هو الذي دردر حسابات الانقلاب كما حسابات الخزينة الخليجيّة، عفّر الخطّة التي كانت تبدو واضحة وأربكها، تلك خطّة كانت تعمل على اقتلاع رأس النّهضة ليأتي خلفها رأس الثورة يتبعه رأس التجربة، تماما كما حدث في مصر، فكان الائتلاف أوّل العوامل المنغّصة، ما دفع الانقلاب إلى مهاجمته بشراسة في عملية جراحيّة أرادها خاطفة للتخلّص منه ثمّ التفرّغ إلى النّهضة قبل أن ينخرم الأمر، لكن الكائن الائتلافي كان صعب الهضم عصي المضغ يرهق الفكّ قبل الأمعاء، تعثّر الانقلاب في الائتلاف أخذ منه الوقت الكثير ولم يحسم أمره.. ثمّ فوجئ بحالة نزيف متعدّدة متنوّعة متتابعة، لقد أصبح الحبل على الغارب وفقد الانقلاب خطام كلّ شيء، لذلك بدأ يجنح إلى تحريك ميليشياته والعمل على تحويل مؤسّسات الدولة إلى ميليشيات مقننة واعتماد المرور بقوّة وتجريف كل ما يعترضه ليقينه أنّ ترقيع السّاحة لصالحه بات من سابع المستحيلات..

حتى القوى التي تعاضد اليوم قرصان جويلية وتتحلّق حوله هي بلا روح، ولا يمكنها أن تصبر إلى الملاحم وأن تمارس فضيلة التضحية، فالذي يسير في ركاب الانقلاب سيلتفت فيجد بجانبه الهنتاتي وهيكل المكّي والمسدي وقفراش وجراد بجانبهم من يسخر من المحجبة وصاحبة التقريطة، وبجانب ذاك من يحرّض على المساجد ويدعو إلى التوقّف عن بنائها، وليس بعيدا عنهم من تحسّن المثليّة وتدعو إلى تقنينها وتبجيلها.. كلّهم تحرسهم عدسات الغد وسكاي نيوز والحدث، ويباركهم بن زايد وبن سلمان بينما تخيّم رائحة فرنسا على المكان! فرنسا آكلة أكباد الدغباجي والجربوعي وحشّاد.

اصبروا وصابروا ورابطوا على نبتتكم الطيّبة التي سقاها الشهداء بدمائهم، والويل لكم وفصول الشنار الأربعة لكم إن تخليتم عن طيبكم، وصبر خصومكم على نبتة خبيثة سقتها لعاعة خمر فرنسيّة فاسدة تبوّل في ساقيتها ماكرون وحرمه حين أفرطا ذات ليلة في السكر.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Hammadi
04/10/2021 14:40
المهم في الي صار الكل هو خروج و إقصاء النهضة من الحكم و بداية تفكك الحركة بعد الاستقلات