للأسف لقد فشلت جميلة..

Photo

أي نعم نشهد أن السيدة جميلة وبقية زملاء الجميلة تعرضوا إلى أنواع نادرة من القرف يصعب تجاهله ويحتاج الأمر الى عزيمة أولي العزم حتى يمكن استجماع الرد المناسب الذي يليق بكمية القرف المنبعث من أحد اركان البرلمان.

لكن رغم ذلك كان يمكن لجميلة أن تلتقط الصورة بمجملها وتستغل الومضة على أحسن وجه، خاصة وأنها سيدة مثقفة وذاكرتها تعج بالعبارات البديلة، كان يمكن لجميلة أن تستعمل عبارات تعج بها "national geographic" كان يمكن الاستنجاد بعبارات تستلّها من ثقافتها الفنية السينمائية، كان يمكن الاستنجاد ببعض مستحضرات"Bram Stoker's Dracula" كان يسعها الاستنجاد برائعة جان بول سارتر "La P…. respectueuse"كان يمكن أفراغ العنوان من" respectueuse" والاعتماد فقط على " ....La P".

لقد اخطأت جميلة حين شخصت الورم بأدوات الزكام! حين قدمت الاسبيرين لحالة متقدمة تحتاج "الشيمي تيرابي"، قدمت جميلة وصفة مخففة جدا لا تتماشى والمعضلة، ربما لو اطلعت السمراء على حبكة احسان عبد القدوس ارجوك "اعطني هذا الدواء" لكانت قدمت الجرعة المناسبة للفيروس، ولربما اعتقدت جميلة تونس حين خففت من جرعتها، أن الجُملة البورقيبية اطلعت على قصص احسان عبد القدوس"ونسيت انى امراة" إذا لكانت تذكرت انها امرأة ثم تصرفت مثل النساء، او قصة "اين عقلي" لكانت استعملت عقلها في التفكير بدل استعمال غددها، أو قصة "لا انام" لكانت نامت في بيتها بدل البرلمان.

ربما اعتقدت جميلة ان مكانة الجارية من بن علي كمكانة شهرزاد من شهريار، لم تتفطن جميلة الى ان تلك النوعية من الإيماء لم تخلق لفرش الحكام ونزواتهم ورواحهم وغدوهم وإنما خلقت لتقبع في الدرك الأسفل من الزريبة، تلك نوعية مكانها ليس تحت اقدام السيد بل تحت اقدام هوش السيد.

لقد حاولت جميلة لكنها فشلت..أمام جميلة الكثير من الوقت والجهد حتى يمكنها توصيف الحالة البكتيرية المزدرية بشكل يعكس صورتها الحقيقية، على جميلة أن تتوغل بعيدا! هناك ما وراء البلاكات، تدخل الوديان والكهوف وتعبر الأحراش لتتعرف على انواع الزواحف والهوام والسوام، وتفقه اسماء الحشرات وتخالط الرعاة لمعرفة أنواع الفيروسات التي تصيب جلود الأنعام، عليها أن تقترب أكثر من العمة أم الخير حتى تتعرف عن نوعية الزرڨطون الذي أصاب دجاجها فأفناه عن بكرة أبيه.

لم تفلح جميلة في تقديم صورة واضحة ضافية على الزرڨطون البرلماني الجديد، لكنها دشنت وافتتحت وتركت حقيقة التشخيص لمن سيتكفل بحماية منجزات الثورة ومؤسساتها وفترينتها البرلمانية، حماية المنجز السبعطاشي من حشرة " Hemiptera" تلك التي تنقل للبشر داء "شاغاس" على وزن موساس او عبراس..

لقد كانت جميلة شجاعة لكنها كانت خجولة، لقد كتمت عنا حقيقة الداء، بكل حمقه وفحشه وبشاعته وخطورته، يصعب على امرأة حيية محافظة ان تُوصّف الفضيحة بجميع أركانها ودون تلعثم، نحتاج فيما نحتاج إلى كلوشار وطني يصف لنا بدقة حقيقة الكلوشار الدولاري النفطي الملوث.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات