السيستام يعترف ضمنيا بوصول قيس سعيد الى قصر قرطاج..

Photo

فجأة ومنذ بعض أيام هيمنت نبرة جديدة على خطابات السيستام وكأنه انتقل من الموجة التي دأب عليها الى البث على موجة أخرى، تراجع الحديث عن قطع الطريق أمام الرئيس المحتمل وأصبح الحديث يدور حول قطع الإمدادات عن الرئيس المؤكد! عندما يتحدث السيستام الذي بيده كبرى مؤسسات الرصد والإحصاء وسبر الآراء، عن الحلول الكفيلة بعزل الرئيس المقبل في قصره، هذا يعني انه استسلم الى ارادة الغالبية وأقر بالخسارة قبل وقوعها وانخرط في ترتيبات ما بعد الهزيمة.

خلال ثلاثة ايام رصدنا 11 اشارة مباشرة أو شبه مباشرة توجه قوى السيستام الى التركيز على منع النهضة من الوصول الى القصبة، وتسوّق الى قلب تونس كبديل حتمي لذلك، إشارات واضحة أعلنتها بعض الشخصيات المعادية للتجربة ككل، ذهبوا فيها الى ان قيس افلت وانتهى الامر،

لذلك وجب التركيز على منع تصدر النهضة للتشريعيات، تصريحات وتعليقات طويلة ورد في بعضها "قيس رئيس والنهضة حكومة معناها خراب مالطا...سكروا على الخوانجية تو يتخنق كي الــ..ار... كان نطلعولو نبيل شهرين ثلاثة فسخ وعاود من جديد.. خلي يربح قيس سعيد من غير نهضة ما عندو ما يعمل.. الي يستنو في الحمامة الزق هههه هاو جايكم الصقر من المرناقية.. قيس يستنى في نبيل من قدام الرئاسية هاو جايو منتالي من التشريعية.."

قد يكون السيستام بصدد هزيمة نفسية ستتبعها هزيمة على الأرض، قد يكون في حالة ارتباك كبيرة بعد نتيجة 15 سبتمبر الكارثية التي خلخلت أركانه، قد يكون بصدد خوض معركته الاخيرة على جبهة القصبة، بما انه يدرك ان صلاحيات رئيس الحكومة أكبر من صلاحيات الرئيس، وأنه بالقصبة وبجهود الدولة العميقة والإعلام والمال السياسي يمكنه استرجاع القصر الذي خسره سنة 2011، وخاض من أجل استعادته معارك طاحنة استعمل فيها القذر والاقذر.

رغم ذلك لا يجب الركون إلى الاطمئنان السلبي، لأن حملة القروي مازالت تترقب الاكسيجين من محطتين، تأمل في اطلاق سراح مرشحها لتقدمه كبطل قاوم الاشرار وانتصر عليهم ويتكفل الإعلام بتسويق تلك الصورة، ثم تأمل أكثر في انتصار معنوي كبير لحزب القروي يوم 6 اكتوبر، وإذا تمكن قلب تونس من تصدر التشريعيات فلا شك ستقدم النتيجة جرعة كبيرة تحسّن من مناعات القروي وتقوي حظوظه خلال محطة 13 أكتوبر المفصلية.

في كل الأحوال وحتى ان تمكن قيس من اكتساحهم و نجح السيستام في الاستحواذ على القصبة وخنق الرئيس وقطع خطوط الإمداد بين قرطاج وتونس، ثم تمكن في ظرف وجيز من فرض اعادة الانتخابات او تجميد الرئيس طوال 5 سنوات باستعمال كل ذلك المال والإعلام والأحزاب ومراكز النفوذ الخانسة داخل الدولة، حتى وإن تمكن السيستام من ذلك، تبقى المعركة قائمة، ويضاف انتصار 15 سبتمبر الى رصيد ثورة تتعب.. تعتل.. تتراجع.. لكنها لا تموت.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات