لقد عرّاها تماما…

Photo

يمكن أن نطلق على بشر الشابي اسم القناص الوطني المتجول، يمكن ايضا ان يلقّب بالذئب الثوري المنفرد كذلك لا بأس من السفّاح المضاد للثورة المضادة، في كل الأحوال هو شخصية غير عادية، هو ذلك الرجل الذي يحاور ليفتك ويكشف لينسف. تتأتّي خطورة بشر من اعتماده على القاضية وعدم استعمال تكتيك النقاط، يبدو أنه من الصنف الذي يستعجل النصر وربما يستسهل خصمه الى حد الاحتقار، ولعله يملك فراسة لا تخوله التقاط مكامن الضعف فحسب بل مكامن الفتك ايضا.

بشر ليس كبقية "المدافعين" الناجحين عن قضاياهم، بل هو من طينة "المهاجمين" الناجحين عن قضاياهم، حين يشرع في الدفاع لا يكتفي بالتفنيد وإنما يفند اولا ثم يمر الى حقن خصمه بحقنة النهاية، كذلك فعل هذا السفاح الوطني حين أجهز على خرافة الملف السري والغرفة الكحلاء، حينها استعمل ضد تجار الجنائز اسلحة غير تقليدية، ربما اسلحة بيولوجية، حقنهم بسارس "كمال لطيف" ثم بالجمرة الخبيثة "300مليون" كانت تلك كبرى عمليات السفاح التي اشتهر بها، احال من خلالها باتيندة الملف السري الى مزبلة الأدوات القذرة.

تراجع القناص الى الخلف وظل لزمن يراقب الساحة من بعيد، ربما يتحين فريسته ويرصدها بعناية، كانت هذه المرة معزة سمينة لا تحسن "شعبطة" الجبال، حوافرها مسطحة تفتقد الى خاصية التسلق وهي الى ذلك متسلقة فاشلة، رصدها الجارح حتى إذا هجعت تحت شحّاية، وقع عليها.. نشب مخالبه فانتزع كل ما حولها بما فيهم ورقة التوت الاخيرة، فبدت كتلة لحم عارية كما شكلها التجمع اول مرة وارتآها بن علي لمهمته القذرة.

تمت تعرية عبير موسي بنجاح، وتبين أنها قوادة من درجة سخيفة، تخ الزّير او تخ القوادة، نجح النائب الجارح في تعريتها، وتلك مزية وايّ مزية أكبر من أن نعرّي هذه المزابل النوفمبرية الزايدية التي تعفّر وتعفن تجربة سبعطاش الشرف العربي، رغم ذلك يبقى على الكتلة المحافظة التي ينتمي إليها القنّاص، أن تضبط ايقاع سلاح التعرية لدى النائب، لأنه وان كان كشف المصيبة إلا أنه خدش الذوق العام حين سحب منها كل شيء! وتركها هكذا بلا شيء يحجب كتلة القبح الطافح…

مهما يكن يجب على بشر ان يستعفف حين يستعمل سلاح التعرية، فقد اسرف الى حد التبذير، قال في عبير ما لم يقله أبو نواس حين خدعته جنان جارية آل الثقفي.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات