إنه لن يتعدى أن يكون إلا قوس إستبداد و ظلم .. ظلم دولة إنخرطت طوعيا في منظومة إستبداد قام بها رئيس أنتخب ديمقراطيا بعد أن درّس العلوم القانونية و الدستورية لما يزيد عن ثلاثين سنة.
سهولة الإستحواذ على الدولة و مؤسساتها و إنخراط هذه الأخيرة الطوعي لخدمة الإستبداد يدل على أن طريق الحرية لا يزال طويلا و شاقا لأنه طريق تغيير للعقول. و هذا الأصعب في كل تغيير.
و عندما سيغلق هذا القوس لا محالة .. سؤالي : كيف سنصلح هذه الدولة و مؤسساتها و أجهزتها لكي تكون في خدمة الشعب و لا في خدمة السلطة ؟ كيف سنصلح الإعلام الساقط و المتواطئ -إلا من رحم ربك- ، كيف سنصلح القضاء ؟ كيف سنصلح الإدارة ؟ كيف سنصلح الإقتصاد ؟ كيف سنبني دولة عصرية و مجتمعا مدنيا أقوى و إعلاما حرفيا و إقتصادا وطنيا ؟
كيف سنقرأ واقعنا و كيف سنأخذ العبر من كل ما جرى و كيف سنحصن أنفسنا من الإنتهازية القاتلة و الرداءة الغالبة و العقل المتكلس ؟ كيف سنرجع الأمل لشبابنا في بلادهم ؟
إنها معارك حضارية .. كل معركة هي ثورة حقيقية .. لن يقوم بها إلا جيل جديد يؤمن أن بلادنا تحتاج إلى تأسيس ثوري جديد بصيحة واحدة :