أشعر بالخجل … و الله بالخجل الشديد .. لأني أواصل عيشي بطريقة عادية بينما رجال و نساء من أفضل ما أنجبت تونس يدافعون عن حريتهم و حريتنا و يدفعون ثمنا غاليا هم و عائلاتهم من أجل ذلك.
أخجل أشد الخجل أمام مأساة عائلة الحزقي عندما يجابه إبنهم الموت .. لأن مجموعة من القضاة قرروا أن تبكي أمه و ألا تبكي أمهاتهم.
و هاهي عائلات و أمهات و زوجات و بنات و أخوات جوهر و عبد الحميد الجلاصي و راشد الغنوشي و عصام الشابي تبكي من أجل صحتهم بعد مساندتهم لإضراب جوع جوهر بن مبارك.
لا يمكن أن تنتفي الإنسانية من هذه الربوع بهذه الطريقة. لا يمكن أن نواصل العيش بطريقة عادية أمام دموع سنيا الدهماني التي لا ذنب لها إلا الدفاع عن كلمة حرة لها و لنا و دموع بنات عبير موسي و لا يمكن أن نفهم كيف وصلنا إلى هذا القاع و كيف لمجتمع قاد ثورة تحرر في العالم أن يرجع إلى هذا التفكك المؤلم و إنعدام للشعور بالتعاطف.
قائمة الأسماء المنسية في سجون الظلم و الإعتباطية أصبحت بطول معاناتنا و لا يمكن أن تسعها تدوينة و أعتذر لذلك أمام كل المقهورين و عائلاتهم.
الألم شديد و خجل العجز أشد منه إيلاما.