يوم الأمس.

و على بعد عشرات أمتار و أمام ما يسمى بقصر العدالة مجموعة تطالب بسراح عبير موسي الماثلة أمام محكمة الإستئناف بتونس في قضية رفعتها ضدها هيئة الإنتخابات، و مجموعة ثانية تطالب بإطلاق سراح القاضي الإداري السابق و المحامي أحمد صواب المحاكم ظلما من أجل تصريح في محاكمة إنتفت فيها أبسط مقومات المحاكمة العادلة إجرائيا و قضائيا و التي صدر فيها حكم تجاوز المعقول بخمس سنين و مراقبة إدارية بثلاث سنين ..

و لعل نزوع المحاكم في قضايا الرأي إلى محاكمات عن بعد يعبر أفضل تعبير على حرج السلطة القضائية و من ورائها السلطة السياسية المتحكمة في القضاء أمام الرأي العام الداخلي و الخارجي المتابع لهذه القضايا.

إننا نعيش اليوم أسوأ و أحزن فترة في منظومة فشلت كل نخب البلاد لإصلاحها و أصبحت مهنة القضاء السامية و النبيلة وظيفة لسان حالها و شعارها "تبكي أمو!" .

سيغلق قوس الإستبداد عاجلا أم آجلا يوما و سنبقى نسأل : لماذا كل هذا الظلم ؟ هل نفع سابقا لينفع اليوم ؟ و كيف سنقاوم هذا العقل الخاضع العبودية طوعية تحرم في حق العباد و البلاد و كيف سنصلح هذه المنظومة المستعصية على كل إصلاح و ننقذها من براثن الإستباحة و التوظيف و نجعلها سلطة نفتخر بها ؟

و في إنتظار تلك الإجابة دعوني أطرح سؤالا تبادر إلى ذهني البارحة : لماذا وقفتان على بعد بضعة أمتار ؟ لما لا وقفة واحدة فيها دفاع عن كل مساجين الرأي ؟ أليست القضية واحدة ؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات