الوحشية التي تمارسها حكومات الأمريكان والصهاينة والإنجليز والألمان في غزة الآن ليست موجهة لسكان غزة فقط . القتل الجماعي والتنكيل بالمعتقلين وتعريتهم والتدمير الكامل للمدن وتجريف الحقول ومنع الماء والغذاء وقصف المستشفيات والمدارس التي تؤوي المشردين واستعمال قنابل الفوسفور الحارقة...الخ
كل هذا الإجرام الذي تجاوز النازية موجه إلى كل مشاريع التحرر في العالم، وهو موجه أكثر إلى منطقتنا العربية التي شهدت خلال العشرية الماضية تجارب بناء ديمقراطية حقيقية لأول مرة في تاريخها سارع الغرب الاستعماري المجرم بالتحالف مع أنظمة عربية عميلة (الإمارات والسعودية أساسا) إلى اختراقها واحتوائها وإغراقها في صراعات داخلية استنزفتها ومهدت للانقلاب عليها ووأدها.
التوحش الصهيوأمريكي النازي المصبوب على أهلنا في غزة موجه إلينا مباشرة. ومن العار أن نواصل مقاربة السياسة الصغيرة في بلداننا كما لو أننا بمنأى عن هذا التوحش.
صحيح أننا إزاء خراب سياسي شبه كامل، ولكن التفكير في استئناف السياسة برؤية جديدة تقطع مع المراهقة الايديولوجية والانحرافات المرضية الشخصية التي أوصلتنا إلى هنا مهمة وجود.
طبعا السؤال هو من أين نبدأ؟ نبدأ من فهم ملحمة غزة.. مهما كانت نتائجها.
وأول نتائج ملحمة غزة هي أن التحالف الصهيوأمريكي الغربي النازي هو تحالف معادٍ جوهريا للإنسان.
تبا.