بهتة عامة

بهتة عامة وحيرة وعجز جماعي ذليل أمام حالة تحلّل تدريجي للدولة (طبعا والمجتمع)، ما عدا جهازها القمعي الذي يتماسك في الحد الأدنى بفضل تقاليد تضامن عصبوي راسخ ينشأ من تلازم "القوة والامتيازات"، وشبكة المصالح الاقتصادية المتحالفة مع هذا الجهاز والتي تمسك بسوق المعاملات المالية.

هذا التحلل للدولة، بما هي التجسيد الأرقى للعقل في التاريخ، يضعنا أمام وضع خطير جدا. الإرادة العامة التي يمثلها القانون تتعطل. مظاهر ذلك كثيرة :

* المجموعة الصغيرة، أو التنظيم الذي يحتكر الحكم صار يعتقل المعارضين من دون ملفات ولا يعبأ باحترام الإجراءات القانونية الدنيا. هذا التنظيم يتصرف في طمأنينة كاملة من خطر وجود معارضة داخلية وازنة أو اعتراض سياسي/حقوقي خارجي. بل لعله متأكد من توفر غطاء سياسي أجنبي لدكتاتوريته المنفلتة والبلهاء ما دام يوفر كل شروط التدخل الخارجي.

* التدخل الأجنبي في تونس صار علنيا ولم يعد يكلف نفسه مراعاة الشكليات الديبلوماسية. إيطاليا صارت تتحدث في العالم باسم تونس. أوروبا في طريقها إلى فرض اتفاق توطين المهاجرين القادمين إليها في تونس. الجزائر تدفع بالمهاجرين عبر حدودها نحو تونس. شبكات الهجرة السرية اختارت الشروع الفعلي في توطين المهاجرين في مدن تونسية رغم أنف/أو بتنسيق ما مع جزء ما من الدولة.

تونس الآن حالة تاريخية نموذجية من "تحلل فكرة السياسة/الدولة". بها يمكن أن نفهم فكرة "علوية الدولة" (السلطان/الحكم/الشوكة) ووظيفيتها في حفظ الفرد في معاشه وكرامته.

ونفهم أن الله يزع بالسلطان.. بالسلطان فقط.

وتبا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات