يبدو أننا مضطرون إلى إعادة طرح نفس الأسئلة الأولية البسيطة.. لكن الأساسية جدا والتي من دون الإجابة عنها سيظل "معارضو" النظام الحالي مشاريع تهريج ولوك الفراغ لا أكثر: من هو قيس سعيّد؟ حتى الآن لا توجد إجابة دقيقة أو حتى معقولة في الحد الأدنى.
هل هو سياسي فرد عبقري نجح في خداع الجميع بخطاب يتبنى الثورة ويزايد على الثوريين إلى درجة أنه جمع حوله في حملته الانتخابية الإسلاميين بكل أطيافهم والقوميين الناصريين والبعثيين وحلقات اليسار المجالسي والوطد والشعبويين وعامة العامة خلال الانتخابات.. قبل أن يلتحق به التجمعيون والدساترة والليبراليون بعد الانقلاب عوضا عن الإسلاميين؟
• أم هو رأس حربة تنظيم سياسي لم يعلن عن نفسه؟
• هل يعمل لحسابه الخاص أم لحساب الغير.. أم الاثنين؟
• ومن هو هذا الغير إن كان موجودا ؟
وإن كان فردا/فذّا هل هو واع بعبقريته؟.. أم هو حالة صوفية مهدوية نبوية أكبر من الوعي.. أي خارج العقل ؟ هل هو صاحب الانقلاب.. أي من خطط سرا ونشط على امتداد سنوات ليصل إلى الرئاسة من داخل النظام السياسي الذي أقامه دستور 14 ليلغيه؟
أم أنه مجرد واجهة لغرفة سياسة ذكية خططت على امتداد عشرية كاملة لإجهاض الانتقال بأدواته ؟ وهل هي غرفة محلية تمثل النظام القديم أم غرفة إقليمية تعمل بتوكيل دولي ؟
أم أن الأمر مجرد تراكم مزيج من الصدف والأخطاء الحزبية والأمراض الفردية والجماعية؟
هي أسئلة متوالدة ومترابطة، أجوبتها ظلت مجرد فرضيات تفتقد الأدلة الحاسمة. وفي غياب هذه الأجوبة سنظل جميعا نلوك أشباه أفكار وعموميات و"تنبيرات" خالية من التفكير ومناكفات تتنافس في البذاءة والسطحية.. والعجز.
لا أريد أن أعبر عن ميلي لاعتبار الأمر "حالة مرضية تونسية" قد لا تستجيب لقوانين التفكير.. تبا.