ما الذي يمكن أن يقال الآن..!!؟

مناخ عام تتكثف فيه كل خصائص اللاعقل/اللاسياسة/اللامعنى: استقطاب مكتمل ونهائي، طرفاه يصمان كل من يتحدث من خارجه بالتخاذل أو التواطؤ أو الجبن أو الانتهازية.. ويطلبان منه أن يغلق فمه ريثما يحسمان المعركة الأقدس، ولو على جثته. استقطاب امّحت فيه كل خطوط التقاطع...

بين ماذا وماذا؟

بين شعبوية غرائزية ثأرية تهتف بشعارات فاشية عارية من قبيل القتل والسحل والسجن من دون محاكمة والتطهير. شعبوية دموية تغذيها روافد قومجية ويسارية وتجمعية وغوغاء الجريمة الذين توظفهم بعض الأجهزة بالمال.

مقابل شعبوية مضادة/مقاومة قوامها شخصنة وزعاماتية مفوّتة وروحانية سحرية إحيائية.

الشعبوية الأولى محتمية بالدولة، فهي تملك قوة "الهجوم"، أي التنفيذ والبطش والتنكيل، وتملك قوة التزييف والقصف الإعلاميّيْن.

والشعبوية المقابلة تملك قوة "الدفاع".. أي حماس/وشرف "المظلومية" المفعمة بمرجعية دينية قوامها فكرة الحق، وما يقتضيه من محنة وصبر و جزاء أخروي.

بين قطبين نقيضين لا ينتجان سياسة، بل يجتثان جذورها من الأساس، لا نستطيع إلا أن نشعر بعبث وقهر قاتلين.

مع تعاطف إنساني مبدئي طبيعي، ولكن عاجز ومقهور، ضد كل ضحية لانقلاب هو التجسيد المطلق للعار السياسي والأخلاقي والذوقي.

الأمل الوحيد في مناخ موبوء كهذا هو أن تتسارع تناقضات الاجتماع وتنفجر في وجه الجميع…

لعل فرصة تنشأ لنبدأ السياسة. بعيدا عن كل هذا…

تبا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات