أستاذ و مفكر و ناشط حقوقي
نحن إزاء حالة سياسية "مسخ". حالة غير سوية بكل المعاني. بحيث نجد كل مكوّنات الديمقراطية: دستور وانتخابات وبرلمان الخ...، ولكنها مفرغة كلها من الحد الأدنى من معاني الديمقراطية. حتى الذين يوجدون داخل هذه الأطر يدركون أنهم يشاركون في "ديمقراطية ممسوخة".
وبالله قلي سي حاتم.. محسوب أنت خرجت تزمّر نهار 25؟ بصراحة مستحيل تكون خرجت! مالا يزي أمانك مالمزايدة الفارغة.. أنت تعرف أنو أغلب اللي خرجوا يزمروا ذرّ تتراڤص ما فاهمين شي والا منحرفين متاع أحياء شعبية قابضين فلوس.. والكلهم بتأطير "سياسي" شبه مكشوف.
الوضع في تونس سريالي عجائبي فضائحي فعلا. مَواطن السريالية فيه تمتدّ من المعيشي اليومي.. إلى السياسي المستقبلي المصيري.
لنفهم كارثية رد الفعل المخزي عربيا وإسلاميا، يكفي أن نقارن بالزخم الاحتجاجي المطالب بوقف المحرقة المتواصل أسبوعيا بل والمتصاعد على امتداد أشهر في الشارع الأمريكي والأوروبي.. أي في الدول التي صنعت الكيان وتستمر في دعمه وحمايته.
الاتحاد ما زال منقسما سياسيا داخله. فالوطد والقوميون المهيمنون على هياكله ما زالوا منقسمين داخل تنظيماتهم بين مؤيد للانقلاب كليا ومتحفّظ على المسار دون "السقوط" في شبهة معارضته التي تعني الاصطفاف الموضوعي مع قوى "ما قبل 25" أي النهضة أساسا عندهم.
نحتاج حركة تحرر وطني تواجه الاستعمار المركّب الجديد بوعي استراتيجي جديد.. وحدوي عربي، بروح عقائدية حضارية، وبأفق كوني.
منذ انفجار ملحمة الطوفان الغزاوي الحمساوي التي زعزعت الكيان، ومن ورائه القوى الاستعمارية الغربية المجرمة التي صنعته وتواصل رعايته،
Les Semeurs.tn الزُّرّاع