حكم الضحالة الفكرية والسياسية

يبدو أن خارطة السياسة في تونس استقرت الآن عموما وتقريبا على الشكل التالي :

الوطد.. يسار عقائدي مغلق يرى النهضة مسؤولة عن كل مصائب تونس منذ بداية التاريخ إلى الآن ولا يخفي أنه يريد اجتثاثها ب"عنف الدولة".. لا فقط سياسيا، بل بشريا أيضا. ويبدو أن الانقلاب مكنه من أن يخترق القرار السياسي ولو جزئيا.

النهضة.. جسم هلامي لم يعد له وجود سياسي عملي. اضطرّته تحولات دراماتيكية إلى الانكفاء إلى مربع الدفاع عن وجوده المادي/البشري في مواجهة ما يسميه خطة استئصال يقودها الوطد المتغلغل في أجهزة الدولة والمتحالف مع الدولة العميقة.

حركة الشعب.. تنظيم تجمعه مشاعر "إخوانيات عروبية" هلامية أيضا.. يصطف خلف الوطد بالكامل.. يتبنى كل أطروحته في الموقف من النهضة وفي تكتيك ركوب الانقلاب واستعماله سياسيا.

اتحاد شغل مكبّل بأخطاء قيادته المتراكمة.. وبخيارات بعضها الايديولوجية.. وبملفات تبتزه بها الغرفة الحاكمة.

شعبوية تونسية "سعيدية" عامّيّة تمثل تكثيفا تاريخيا لحدث تاريخي نادر يتمثل في "حكم الضحالة الفكرية والسياسية".

لوبيات اقتصاد ومال تدبّر مصالحها وسط ركام سياسة يجعلها مطلقة الأيدي.. وفي نفس الوقت مرتعبة من المجهول.

خارج دولي وإقليمي متعدد جدا.. يدير مصالحه الاستراتيجية المتناقضة التي "تمرّ" من تونس إلى الإقليم والعالم بطريقة مخابراتية يتداخل فيها السياسي والأمني بشكل شبه علني. هذا الخارج واضح جدا أنه لم يصل إلى مرحلة توازن نهائي.

المحصلة.. تبا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات