في تونس واقفين في عركة بين الترّ والفرّ وسارق مغزل أمّه…

Photo

بعد يرحم خليل يجي ناس ملاح. وبينهما عندي ما نقلّك وصفّي قلبك. لم يشهد المجتمع التونسي "إذلالا" مُمنهجا كما الإذلال التي تُمارسه عليه القنوات التلفزية... برامج ظاهرها "خير" وباطنها الشرّ كلّه....

كلّما شاهدت إحدى حلقات البرامج التلفزية متاع فعل الخير المُمَشهد إلاّ ولبسني عفريت. الغضب وجنّ السخط... الغضب من أجل هؤلاء البسطاء والسذّج الذين تحوّلت حياتهم إلى مادة إعلامية، وأصبحت خصوصياتهم وعلاقاتهم الحميمية سلعة تتباع في سوق بومنديل، والسخط على إعلام ما يشبه لحتى شيء…

إعلاميين لا مهنية ولا أخلاق ولا معايير ولا قيم وحتى الإبداع ما فمّاش... يعني لا أخلاق ولا خُلقة... ولا عقل ولا منطق.

هالة الذوّادي تتسوّل باسم أولاد الحفيانة... هي لا تتسوّل من عند "الناس الملاح" الخبز والخضرة والدجاج والكوش ومواد التنظيف، وإنما هي تبني مرتبة وصفة داخل المشهد الإعلامي هي تأكل الخبز مغموس في أوجاع الناس وآلامها،

إعلام نخره السوس وأكلته الدودة.... دودة اللا-معنى عشّشت بين مفاصل الإعلام المرئي كما عشّشت الدودة الخضراء في شجرة البرتقال بحديقتي فحوّلت أوراقها إلى لا-شيء. منظر موحش يوجع القلب.....

الناس إلّي تقول أنا مقاطع الإعلام... ذاك من فعل النعامة. تغرس رأسها في التراب وتقول القمر زاهي.

بينما العالم يغلي

بينما العالم يغلي وموازين القوة يُعاد توزيعها... والكرة الأرضية أصبحت لا تدور حول نفسها بل حول "المُختبرات" وما ستُنتجه من فيروسات وتلاقيح.

العالم ينتقل من الحرب النووية والحرب الباردة إلى حرب "الفيروسات"... ومن الثروة النفطية والغاز الطبيعي والذهب واللايرانيوم إلى ثروة "التلاقيح"... من هيمنة المال على منظومة رأسمالية فاقدة لمقوّمات الانسانية إلى هيمنة الصحّي على منظومة عالمية مُتوحّشة. منظومة سوف تُقرّر من يعيش ومن يموت هي محرقة كونية وفرز عرقي وتنقية للبشرية بمعايير القوى المُهيمنة على العالم. وهي محرقة سبق واستعملها هتلر للفرز المحلّي.... (تنقية الجنس الألماني).

ننتقل من هيمنة البنك الدولي وFMI إلى هيمنة المنظمة العالمية للصحة OMS. من هيمنة اليورو والدولار والقروض المالية إلى هيمنة أصناف التلاقيح والأوكسيجين والفيتامينات والمضادات الحيوية. من التخويف بالنووي والعقوبات المالية والحضر الاقتصادي إلى التخويف بالفيروسات وكيفيات انتقال العدوى…

في تونس واقفين في عركة بين الترّ والفرّ وسارق مغزل أمّه.

جميع المعارك في تونس هي بين فرارات وباندية وسرّاق في بومنديل السياسة: تُجّار الدين وومنتحلو الحداثة وبارونات المال الفاسد ودعاة الأخلاق المزيّفة والعقلانية المضروبة يعيدون إنتاج التبعية والفقر والتخلّف لكن بأشكال مُركّبة.... هم يبنون سياقات شرعنة فسادهم وخياناتهم وقلّة مروءتهم.

سوف ترحلون هذا أكيد.... لكن الكلفة ستكون مرتفعة. الكُفر بكم بات رُكنا من أركان الدين الجديد. والهجرة سبيل من سبل النجاة.

الهجرة أرقى أشكال المُقاومة…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات