ماكينات خدمت…

Photo

مختبرات تصنع في الإشاعات وفي الأخبار المضروبة... وصفحات فايسبوكية تروّج وتبيع. الخيط الناظم بينها هو ترذيل "قيس سعيد" والتشكيك في جميع القرارات الصادرة عن القصر…. وبثّ الفتنة والبلبلة للرفع من منسوب الإحتقان والإحباط.

مختبرات مختلفة ولا تشتغل تحت نفس الماركة… كلّ جماعة لديها محرّكاتها ولديها طريقة اشتغالها وآلياتها وشبكاتها… وأهداها. المتابع لهذا الفضاء الأزرق… يعرف الخبر من أين جاء وأين ماشي ومن يقف وراء الصناعة والترويج…

حتى وإن تخفى أصحابه تحت عناوين جديدة أو غيّروا قبّعاتهم الزرقاء برتقالية أو حمراء (أو العكس). هناك أسلوب في الكتابة وصيغ أصبحت معروفة. وهناك دائما fil conducteur وعُقد لشبكات وبسهولة تنجّم تفهم هذا تابع شكون والآخر تابع شكون…

هي حرب التموقعات….. وفي المرحلة الحالية المشترك هو سلاح ترذيل قيس سعيد (ليس الشخص وإنما رمزية وجوده في قصر قرطاج) من أجل تذليل وقع اللطخة وتهميش استتباعات الزلزال. عقول لم تستوعب التغيّرالحاصل في وعي المجتمع وخاصة فئة الشباب ولم تقبل بالتحوّلات التي أنتجتها لحظة 17-14 وهي ليست مستعدّة للتنازل عن "قديمها" لأنّ تنازلها يعني "الموت"…. فهي تستمدّ شرعية هيمنتها من مشروعيات ما قبل 17-14.

قد يكون قيس سعيد ليس الخير كلّه ولكن في ظاهرة قيس سعيد رئيس بعض الخير… فقد كشفت وجوها كانت لابسة أقنعة الدين والحداثة والثورية.

كشفت عُمق وهم "الدولة الوطنية" و"كذبة "العائلة الديمقراطية" وسراب "التيار الإسلامي"… كشفت أنّ طوباوية الثوريين وعقلانية الحداثيين وتعفّف الإسلاميين لم تكن سوى آليات للإيهام… وبناء مشروعيات الهيمنة.

نحن اليوم أمام واقع جديد تغيرت فيه موازين القوة… والفرز لم يعد على قاعدة "ثورة" و"ثورة مضادة" لأنّ الجميع ظهروا ثوريين حتى عياض اللومي طلع ثوري…. الفرز اليوم على قاعدة "قديمة" بجديدها المرسكل… وشعب يريد.

شعب يريد الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. شعب يريد الرفاه والغد الأفضل لأولاده. ولهذا امشوا تعاركوا في سبخة السيجومي…. وخلّوا الناس تخدم على روحها.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات