للأسف نحن شعب "الركشة"

Photo

منذ يومين في برنامج "حكاية تونسية" على قناة الحوار التونسي. 5 شباب (لا تتجاوز أعمارهم 32 سنة) كلّ واحد منهم حاصل على شهادة عليا (ماجستار فما فوق) وكانت لديهم وظائف في فرنسا (واحدة في مخبر باستور والثاني في إحدى البنوك الفرنسية).

لكنهم قرروا أن يكون لهم مشروعهم الخاص وفي تونس زادة... قرّروا أن يستثمروا خبرتهم في بلادهم وحققوا نجاحات باهرة.

وفي المقابل تمشي للإدارات التونسية تلقي 50 بالمائة من الأعوان متغيبين لأنّ في الأحوال الجوية قالوا "ستُمطر" و20 بالمائة حاطين يديهم في مكتبهم وراكشين بجنب الرادياتور وحتى لمّا تسألوا ما يجاوبكش والبقية عين على الفايسبوك وعين على المواطن ويمشي 10 في الساعة. وتتكلّم تلقى النقابة واقفة في الدورة.

شباب يحب يخدم في "الحاكم" ويحب "يترسّم" ويحبّ "شهرية باهية" ويستنى في الكاباس وفي المناظرات واول ما يشدّ بقعة يُصبح يحبّ "الزيادة" ويحبّ "الترقية" ويحبّ "منحة التعب" ومنحة "القومان بكري" ومنحة "البرد" ومنحة "الكار الصفراء"…

شاب تلقاه يسقّف معصرة يقوم نصف النهار يأخذ ألفين من عند أمّه ويمشي للقهوة في الحومة يأخذ كابوسان وزوز سويڨرات وتيكة أوريدو ويروّح "أمّي شنو الفطور؟"... "مقرونة" يلطخ الباب "أووووووووووه ديما مقرونة ديما مقرونة تو هذه عيشة... فدّيت وقتاش نقطّع ونرتاح من هذه البلاد"...

يحط شقالة المقرونة يضربها على قلبه ومن بعد يدخل لبيته ويبدأ ينبّر على "الحكومة" وعلى "الصبابة" وعلى "الشعب التونسي" وعلى "خاشقجي" و"سلمان" و"شكون قتل شكون" ... بعد المغرب يأخذ ألفين من عند بوه ويخرج للقهوة "يناقش في وضع البلاد إلّي داخل في حيط"... عقاب الليل يروّح يلقى عشاه على الطاولة يتعشى ويزيد يعمل أوملات يحطّها في نصف باڨات ويدخل لبيته يكمّل يشاتي ويباطي....

في البلدان المُتقدّمة "الدولة الراعية" انتهت و"الضمان الاجتماعي" تغيرت أسسه و"الترسيم" خرافة مشات مع تسعينيات القرن الماضي... والخدمة تكون حسب "أهداف" والإبتكار تحوّل إلى آلية للتشغيل و"الإبداع" هو الحلّ لمُقاومة البطالة....

مفهوم "العمل" تغيّر وتغيرت معه المنظومة…

للأسف نحن شعب "الركشة" ترسّخت لديه ثقافة "رزق البيليك" و"نخدم على قدّ الشهرية" ونحبّ "خدمة مسمار في حيط" و"الفصعة على بكري".... وارتبط التعليم بسوق الشغل وأصبحت الشهادة العليا visa لدخول قائمة المُعطّلين وتبرير للاّجدوى واللاّفكرة....

عقول كسولة وقلوب ميّتة ويدين ممدودة... تعمل معه مُقابلة في إطار عرض شُغل تجد "اللاّ-شيء" ... لا مشروع ولا طموح ولا أفُق واضح. والقطاع الخاص بالنسبة إليه "شدّان يد" حتى تتحلّ المناظرة.

في كندا تصل درجة الحرارة 12 تحت الصفر ومع ذلك صفر غيابات والناس تجري من الصباح إلى المساء والخدمة حسب objectifs وإلّي يطيح المردود يتحال على البطالة المؤقتة....

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات