لم يبقى من رمضان سوى الثقافي…

Photo

المفروض في شهر رمضان ينقص فطور الصباح وفطور نصف النهار... وتنقص ماكلة الشارع والتقهويجة متاع العشرة والدخّان والتمخميخ متاع وسط النهار... علاش المصروف يكثر؟

لأنه فطور الصباح وفطور نصف النهار تأكلهم البوبال والناس تبات ساهرة في القهاوي وحشيشة مقلوب شوارما تتضاعف عند أغلب الشباب والناس تبات تتشهّى في الكرواسون والزلابية والمخارق وشادة الصف أمام كل حانوت تخرج منه رائحة الشحور....

رمضان أُفرغ من مضمونه الاجتماعي (التآزر ولمة العائلة) والصحّي (صوموا تصحّوا) وحتى الديني ولم يعد يصنع المُشترك داخل المجتمعات (باستثناء البريكة وصحفة الشربة) ولم يبقى من رمضان سوى الثقافي... وحتى الفطّارة يتشهّوا ويحبّوا البريكة بالعظمة ويستنوا آذان المغرب ويسهروا في القهوة لطلوع الفجر ويرقدوا بعد السحور ويصبحوا يكركروا ومردودهم في العمل يطيح.

صوم شهر رمضان فلسفة واعتقاد وليس مجرّد ممارسة اجتماعية كما بقية الممارسات… الصوم ليس امساك عن الأكل والشرب وإنما هو ركن أساسي في منظومة تأسست على قيم التوحيد والإرادة والعدالة. منظومة قيم تأسست على "الإستخلاف" كمفهوم يجعل الإنسان في أعلى المراتب…

الصيام يخرّج الإنسان من عالم "الحمأ المسنون" ويرفعه إلى عالم "السموّ"…
الصيام هو اختبار لـ"الإرادة" وامتحان عسير لـ"الإستطاعة" على إمساك النفس على جميع ما له علاقة بالنصف الأسفل للإنسان… النصف الذي يشدّنا إلى "الطين" ويجعلنا عبيدا لشهواتنا….

موش الناس الكلّ تنجح في الإمتحان…. لأنّ برشة ناس تفسكي وتعمل copier coller.
إن شاء الله رمضاننا يكون فيه برشة "إرادة" و"استطاعة" و"التزام"…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات