في الوضع الحالي حتى النصف باهي...نقف عند البوصلة…

Photo

خلال اليومين الأخيرين صورتان عكستا عُمق البؤس الذي وصلنا له:

- الصورة الأولى للسيدة التي تُوفيت إثر تبرعها بإحدى كليتيها لزوجها... هذه المواطنة تُوفيت ليس لأنها تبرّعت بكليتها ولكن بسبب الإهمال وقلّة العناية وانخرام المنظومة الصحية... هي ضحية "الدولة" التي تنصّلت من جميع مسؤولياتها وخنقت كلّ إمكانية لـ"الحبّ" أو لـ"العطاء" أو "الوفاء"... هي "المنظومة" المخرومة التي تعفنت وانتشر بداخلها الدُود فاتى على كلّ ما هو جميل وطيّب.

المُدوّنون تركوا الجوهر وتحدّثوا على النقطة والفاصل... وهذا مؤشّر على أنّ الآلة التي تُهيمن على صناعة الوعي مصدّدة.

- الصورة الثانية للنساء اللاتي كرّمهنّ محمد الناصر بمناسبة عيد المرأة... لا أحد تحدّث عن مؤشّرات فشل "الجديدة" ونجاح "القديمة" ... لا أحد تحدّث على إعادة رسكلة "النمط" المجتمعي وعودة عقلية "الإقصاء" والتمييز الأنثوي. فقط ما شدّ الإنتباه هي سعيدة قرّاش رغم أنها كانت النشاز داخل صورة "مُنمّطة"... سعيدة قرّاش كانت الإستثناء وكسّرت النسق. سعيدة قرّاش كانت المؤشّر الوحيد على في تونس حدثت "ثورة" شوّشت على جماعة النمط صورتهم بمناسبة 13 أوت.

طبعا هذا "الهراء" لن ينال إعجاب المُحتكرين لصوت الثورة والمُتكلّمين باسم الشعب والناطقين الرسميين باسم "الحكمة"...

ملاحظة لجماعة طز حكمة: المواقف تُبنى على تحليل أو على مُعطيات. جميعنا ليست لديه معطيات وجميعنا لا يمتلك أدوات تحليل تضمن الحياد والموضوعية. والمناقشات التي تتعلّق بالشأن العام تتأسس على برامج وأفكار وعلى قراءة موضوعية لراهن البلاد ورؤية واضحة للمآلات…

ضربان البندير والعزف على أوتار الثورة لا يبنيان "أنموذج" للحكم... افتحوا النقاش واتركوا الناس تتكلّم دون خوف خلّوا الناس تبني أنموذج "الرئيس المُتصوّر" لتقريب الأنموذج من "الواقع".

ما هي المواصفات التي تبني رئيسا في سياقاتنا الحالية؟ يعني حراك وتحوّل اجتماعيين.

يُرقص؟ يغنيّ؟ يفلّم؟ فاشل؟ يمشي وحدو؟ نرجسي؟ يغزر للناس من فوق؟ حقّار؟مافيوزي؟ بسيكوبات؟ متكلّمانجي؟

أم.... عُرف عليه أنه…

رجولي (ة)؟ شجاع(ة)؟ دبلوماسي؟ يعرف يقول "لا" الديبلوماسية؟ يعرف يقول "نعم" السيادية؟ ما يهربش من المواجهة؟ ما يبيعش جماعته؟ لديه بوصلة: السيادة الوطنية؟ براغماتي؟ يعرف يميز بين المصلحة والمصداقية؟ لديه تجربة ناجحة في التسيير والإدارة؟ تاريخه ما فيهش سقطات أخلاقية ولا أمنية؟ باختصار: لا ينتمي للمنظومة "القديمة"…

صحيح صعيب أن نجد ضمن المترشّحين من تتوفر فيه جميع هذه المواصفات... لكن في الوضع الحالي حتى النصف باهي...نقف عند البوصلة.

المهمّ.... ne prenez pas vos désirs pour des réalités…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات