العركة الحقيقية حول "ماهي حقيقة العركة؟"

Photo

ما يتهدّد المجلس ويعطّل أشغاله ليس اختلاف النوّاب ومشادّاتهم الكلاميّة وتنابزهم، فذلك من تقاليد البرلمانات الديمقراطيّة، وقد ألفناه منذ 2011 وفي أكثر منعرجات التجربة خطورة. ما يتهدّد التجربة حقيقة هو الخلط بين هذه المعارك وعدم التمييز بين الأساسي منها والفرعي.

فالأساسي منها يختلف في أهدافه ووسائله: فهو يستهدف مؤسسة مجلس النواب بتعطيل أشغالها. ولم لم يظهر إلاّ مع حزب عبير التجمعي الفاشي. وهو ما يجعل المعركة الحقيقيّة بين الديمقراطيّة والفاشيّة التجمعيّة التي لم تتأقلم مع متغيّر الديمقراطيّة وتعمل إلى جانب استهداف التجربة على هرسلة فئات دستوريّة من القديم أبدت تفاعلا مع الحياة السياسية الديمقراطية الجديدة ورغبة في المشاركة فيها.

وأمّا الفرعي من هذه المعارك فهو اختلاف الأحزاب والكتل البرلمانيّة في مواقفها وتقديراتها وتكتيكاتها. ولكنّ المقلق هو أنّ هذا المستوى من المعارك لا يوظّف لصالح الديمقراطيّة في صراعها مع الفاشيّة التي تريد تخريب الديمقراطيّة من داخل المنظومة الديمقراطيّة. والسبب في الغالب هو وسواس الإيديولوجيا والحسابات السياسيّة إلى جانب الأداء الكارثي لبعض الجهات الثورجيّة، فقد كان منقذ عبير من ورطاتها (موضوع التكفير).

فالعركة الحقيقية: ما هي حقيقة العركة…

من ناحية أخرى، يغرّد رئيس الجمهوريّة اليوم في بنقردان، وفي مواجهة الشباب الذي رحّب به مشدّدا على مطلب التشغيل والحريّة والكرامة، عاد إلى مطلقاته في أنّ المشكل بنيوي مرتبط بالنظام السياسي، وليس نتيجة لأخطاء سياسية جزئيّة.

قال للشباب ما معناه: ماذا قدّموا لكم طوال تسع سنوات؟ (هذا الإضمار دون إظهار يضاعف من إرباك المشهد المرتبك… فمن هم؟) …الحل عندكم أنتم وعليكم أن تتنظّموا في مستوى معتمديّاتكم وتبتدعوا مشاريع وحلولا محليّة…

وتحدّث عن عجز التصورات التقليديّة والحاجة الملحّة إلى تصوّر جديد يبدأ من الأسفل (ديمقراطية رقابية) سمّاه "المشروع".

الرئيس، كما نقول في المثل العامي: زايد على الهم كرادغ..وبدا لي ـ موضوعيّا ـ طرفا في العركة الأساسيّة…رغم الرغبة في تأسيس عركة جديدة لن تزيد الوضع المرتبك إلا ارتباكاً.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات