هذا رأيي العميق : أُورده مكثّفا، رغم ما في التكثيف من إخلال…

Photo

ليس بي رغبة في العودة إلى مهاترات بالية، ولكلٍّ الحرية الكاملة في إبداء رأيه ما لم يكن فيه دعوة إلى العنف بمختلف مظاهره.

يبدو لي أنّٰ الإسلام هو ما نفهمه من الإسلام ( نفي الوسيط الذي تسرب إلى الديانات التوحيدية ومنها الإسلام عندما غلب التخلف والتقليد: السلفيات القديمة والحديثة) ، فلا وجود لأصل يتوهمه البعض مقصورا عليه، ولذلك هو للناس كافة ، ولذلك كان الجزاء والعقاب في جوهره مرتبطا بالفرد حريةً ومسؤوليةً.

هذا رأيي العميق: الحرية لا تكون مشروطة إلا بالحريّة، ولا دخل لهذا الرأي بأي رهان عندي سوى الأمل في التقاء الناس على كلمة سواء تجمعهم في خدمة أنفسهم وصون كرامتهم وحريتهم.

لا مقدّس في الإسلام، فيما أفهمه منه. المقدَّس فكرة في المسيحية، في طور من أطوارها، تسربت إليها من ديانات بدائية طوطمية ( وهذا موضوع علمي مفيد).

المقدس مطلق ، والمطلق قديم، ولا قديم ( أي مطلق) إلا الله، ولا يتجاور في التوحيد قديم وقديم( مبحث كلامي دقيق)، والتوحيد أفق الإنسانية والغاية التي تجري إليها ، ويكون انتظامها السياسي صورة من قربها أو بعدها عنه ( مبحث آخر لا يقل دقة).

في الإسلام توجد الحرمة ( حدود الشيء وما يميزه ويقيم كيانه المستقل) : حرمة الإنسان أولا، البلد الحرام ( ليس في ذاته وانما لارتباطه بفكرة عظيمة جوهرها كرامة الإنسان)، الأشهر الحرم ....الخ، وهي مساحة للسلم في المكان والزمان لكي لا تكون الحرب الشاملة فينخرم الاجتماع الإنساني( حرب الكل ضدّ الكل).

وحتى ما ورد في القرآن من ذكر القداسة ، هو ترجمة إلى العربية عن الرسالات التوحيدية السابقة (الوادي المقدّس طوى، ومن المهم العودة إلى تاريخ العبارة في السامية القديمة).

في القرآن مساحاتٌ لا حدود لها من الحرية إلاّ كرامة الإنسان وسلامة الطبيعة المُسخَّرة له، وحواراتٌ غير مشروطة تمتد أصداؤها من عالم الغيب ( الله، الملائكة، إبليس) إلى عالم الشهادة ( الانبياء، أنصارهم ومكذّبوهم ، أطوار الأمم وأشواقها: القرآن تاريخ لحوار البشرية في كدحها وتقدمها نحو حريتها وتحقيق إنسانيتها).

أعلنها القرآن الكريم مدوّيةً في منعطف الألفيّة الأولى: لا إكراه في الدين، وترجمها ببراعة ورسم القصوى الشاعر سعدي يوسف: الإسلام هو الحرية في ألاّ تؤمن بالإسلام.

تُخومها تكريم الإنسان أولا وأخيرا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات