مجلس الأمن يعجز عن حماية دولة عضو في الأمم المتحدة :

كما كان متوقّعا فشل مجلس الأمن في اعتماد قرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا. وسينقل مشروع القرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث لا فيتو هناك في محاولة لحشد عدد واسع من مديني الغزو الروسي لأوكرانيا. والدول الممتنعة عن التصويت على مشروع القرار هذا هي الصين والهند والإمارات.

وأعضاء الأمم المتحدة 193 دولة جلّها دول مؤسسة. ويعدّ مجلس الأمن أحد أهمّ مؤسسات الأمم المتحدة ويتكون من 15 عضوا منهم 5 أعضاء دائمين و10 غير دائمين يتمّ انتخابهم من قبل الجمعية العامة لمدة سنتين. والدول دائمة العضوية هي الصين وروسيا، والولايات المتحدة ،وبريطانيا، وفرنسا.

هجوم روسيا على أوكرانيا وفشل إدانة الغزو يشهدان مرّة أخرى بقوّة على فشل فكرة "الأمم المتحدة" بميثاقها ومؤسساتها وفي مقدمتها مجلس الأمن والجمعية العامة.

وأصل فكرة "الأمم المتحدة" هو إيجاد قوة (دولة عالمية) تمنع التظالم بين الدول ( برتراند رّسل ) قياسا على دور الدولة القومية التي تمنع التظالم بين الأفراد (ابن خلدون).

فلا "الدولة القومية" كانت مانعا لتظالم الأفراد لكونها تعبير عن "توازن قوّة" جهوي أو عرقي أو طبقي أكثر مما هي تعبير عن الإرادة العامة و"روح الشعب". ولا الدولة العالمية (الأمم المتحدة) نجحت في منع التظالم بين الأمم ودولها لسبب بسيط هو أنّها كانت صورة عن "توازن قوة" نتيجة الحرب العالمية الثانية عبّر عنه منح الدول دائمة العضوية (التي خرجت منتصرة من الحرب العالمية الثانية) "حق النقض". مما يجعل من فكرة الأمم المتحدة انعكاسا لـ"توازن القوّة" وليس صورة من "نبل القيمة".

ويبدو أنّ الحرب على أوكرانيا بقدر ما تؤشر على نهاية نظام أمني عالمي قديم تشير إلى مقدمات لبناء نظام أمني جديد قد لا تتوضّح معالمه إلا من خلال مواجهة شاملة.

الخلاصة :مجلس الأمن لا يقدر على حماية دولة عضو في الأمم المتحدة مثلما "عجز" سابقا (غطرسة الكيان الصهيوني، غزو بغداد…).

أكثر من علامة على أنّ المواجهة القادمة من وجهة نظر السياسة وهوية الانتظام ستكون بين الديمقراطية الليبرالية التمثيلية التي لا تُخفي مشاكلها وإخفاقاتها بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والغرب بمعناه الواسع (والعرب جزء منه) والديمقراطية الشعبوية القومية اليمينية بقيادة روسيا والصين والشرق بمعناه الواسع أيضا وبما هو "روح هائم" و"نزعة قومية" بلا مرجعية قيمية إنسانية.

لم نخرج من "إدارة التوحّش"، ويبدو الطريق إلى "إدارة التعارف" ما يزال محفوفا بكلّ المكاره…وفي مقدمتها الحروب..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات