" كلاب الحراسة "

Photo

بعض النّخب الكسولة المتواكلة المستطيعة بغيرها الفاشلة والعاجزة عن الالتحاق بالمنظومة الدّيمقراطيّة وبذل الجهد لصناعة رأي عامّ وقاعدة شعبيّة وبرامج وحلول لمعضلات الواقع في حالة ارتباك من الحراك الاحتجاجي الذي أسال لعابها وأطماعها للتّعويض عن فشلها والبحث عن موقع في ظلّ حاكم جديد …

الخيال الفقير للبعض يجعلهم يتمنّون الحكم العسكريّ فيتداعون لاستنفار الجيش الجمهوري لإعلان البيان رقم واحد، ذلك الجيش الذي طالما تغنينا بحياده عن السّياسة واعتبرنا ذلك من مكاسب الدّولة الوطنيّة المدنيّة والبورقيبيّة يراد له اليوم أن يغادر ثكناته ليوقف المسار الدّيمقراطي ويدير الشّأن العامّ،

آخرون يصطفّون وراء الشّعبويّة ويحرّضون رئيس الدّولة على انتهاز فرصة الاحتجاجات للدعوة للاستفتاء وتغيير نظام الحكم من برلمانيّ إلى رئاسي وإعلان الطّوارئ العامّة وحلّ البرلمان وتشكيل حكومة وتعيين وزرائها والحكم بالمراسيم …

أمّا الأفشل منهم فيصطفّون وراء الفاشيّة المبتذلة التي كانت جزء من منظومة الخراب والمسؤولة المباشرة عن تركة الفساد والتهميش والتّفاوت الجهويّ والاجتماعي، يضفون عليها صفات المديح والاطراء وينصّبونها منقذة لهم من عجزهم وخصومهم ... يا للمهزلة.

نخب الهوان ومعاداة أشواق الحريّة لا يعيشون إلّا في ركاب سلطة قهريّة مستبدّة ... هم الذين تحدّث عنهم المفكّر الفرنسي بول نيزان في كتابه الشّهير كلاب الحراسة حيث يعتبر دورهم حرّاسا لاستمرار نظام التراتبيّة الاجتماعية القائم ...

فليحذر المنخرطون في الحراك الاجتماعي من المتسلّلين والمتسلّقين ونهّازي الفرص وسرّاق النّضالات وراكبي الظّهور وكلاب الحراسة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات