معركة الكرامة

Photo

بعد جوقات "أمّ شعر حرير" الفلكلوريّة بمباخرها وزغاريدها وطبلها وزمرها ، مشهد آخر محزن حدّ البكاء لأولائك النسوة والرّجال الذين وقع تحشيدهم من أحيائهم الشعبيّة وقراهم وأريافهم ليهتفوا لمتهرّب من الضّرائب ويعبّروا عن مساندتهم له في موكب شعبويّ مقرف ، زغاريد وشعارات ونداءات ودعوات وطبعا النّشيد الوطني ليكون للجوقة طابعها الوطني الحماسي ،

كلّ ذلك نظير ما قدّمه لهم من كراتين معونة تسدّ حاجتهم فتطعم الفم لتستحي العين، لا نلوم هؤلاء المُسْتَجلَبِين فصاحب الحاجة يُعذَر و لا يُلام، ولكن نلوم وندين ونتّهم طبقة سياسيّة قعدت بها خلافاتها المرضيّة ونرجسيّاتها وحساباتها الضيّقة عن القيام على خدمة مواطني بلد خيراته تسع الجميع.

كنت ولا أزال مع تعديل القانون الانتخابي بكلّ جوارحي مهما كانت الخلفيات والحسابات التي رافقته حتّى لا تتكرّر مشاهد البؤساء وهم يرافقون "المحسنين" ويهتفون بحياتهم ليوصلوهم إلى سدّة الحكم ، مشاهد بيع وشراء للذّمم واستغلال للفاقة والحاجة تتمّ على مرأى ومسمع من الجميع دون خجل أو حياء في بلد أنجز ثورة شعارها الحريّة والكرامة

نلوم بدرجة ثانية الشباب الذي أطلق شرارة هذه الثّورة على استقالته الانتخابية وتقصيره في خوض معركة الاشتباك المواطني على حدّ عبارة الأمين البوعزيزي وما أجملها من عبارة جامعة مكتنزة بالمعنى والدّلالات السياسيّة والمدنيّة والرمزيّة.

من أجل كرامة المفقّرين والمحتاجين في هذا البلد يجب أن تُخَاض معركة الكرامة بكلّ واجهاتها وأبعادها وأشكالها ،

لا كرامة لشعب يأكل من فتات موائد المحسنين والمُتَفَضِّلين.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات