تقدير

Photo

تتواتر بعض التّحاليل عن قرب انفراط التّحالف الحكومي الذي يعيش وضعا صعبا من داخله ... البعض يسوّقون هذا التّحليل مبتهجين مستبشرين بقرب انفضاض هذا التّحالف الهشّ لأنّ ذلك بظنّهم سيعيد الصّراع إلى جوهره الحقيقيّ " تقدّمي / رجعي " حيث ستتحالف النّهضة مع قلب تونس ويصطفّ التقدّميون من جديد في مواجهة تحالف الاسلام السياسي وبقايا النّظام القديم " دساترة ولوبيات فساد " وتستأنف الثّورة روحها وألقها ومطابقتها للنّصوص كصراع ضدّ الكاهن والجلّاد و " شنق آخر ملك بأمعاء آخر قسّيس " …

ويسوّق له آخرون في إطار التمهيد لمشروع إسقاط المؤسّسات المنتخبة لاستبدالها بمنظومة أخرى شعبيّة لا مركزيّة تجسيدا لما اعتبر مشروعا للرّئيس ... حيث يعتبر هؤلاء أنّ وجود أحزاب محسوبة على تيّار الحداثة " التيّار والشّعب " في تحالف مع حزب الإسلام السياسي يعطّل هذا المشروع ويخدم الإسلام السياسي.

أمّا الحزب المصنّف ضمن دائرة الإسلام السياسي فهو بين مطرقة المحافظة على رئاسة البرلمان التي تقتضي المحافظة على التّحالف مع قلب تونس وسندان التّحالف الحكومي الذي لم يرافقه تحالف برلمانيّ ... وهو وضع هجين من التناقض وعدم الثّقة يشمل أحزاب الحكم وكتلهم البرلمانيّة ولجانهم وأحزابهم.

في تقديري من موقع المتابع غير المتخصّص في الشأن السياسي نحن لسنا أمام ترويكا جديدة للتوازن الحاصل بين شركاء التّحالف الحكومي وصعوبة غلبة جهة على بتقرير الأمور ... نحن أقرب إلى شكل من أشكال تحالف 18 أكتوبر الذي ضاعت بضياعه فرص ثمينة على البلد ...

لست في موقع إسداء النّصح للسياسيين لكن ومن منطلق المصلحة الوطنيّة والمصلحة والحزبيّة للأحزاب اللتين قلّما تلتقيان هناك مصلحة حقيقيّة للتّونسيين في بقاء هذا التّحالف الحكومي مهما كانت حدّة التّجاذبات وخلافات الحواشي والهامش طالما هناك اتّفاق على البرنامج والخطّ السياسيّ.

نعم لنقد الآداء الحكومي وتقويمه وتصحيح مساره لكن ضرب هذه التّجربة لا يخدم مصلحة الأحزاب ولا البلاد ولا العباد ... تقدير له مقدّماته ومنطلقاته وحجاجه الذي تضيق عنه التّدوينة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات