ما كثون في الأرض

ما يثير استغرابي الآلاف من المنتفعين بمقرّرات جبر الضّرر من المنتمين لليسار والقوميين والبعثيين والنقابيين والمفروزين أمنيّا وضحايا الحوض المنجميّ وغيرهم الذين يلتزمون الصّمت بينما يقع تشويه المسار برمّته والانفراد بفئة من المنتفعين وقصفهم بالمغالطات والأكاذيب وتزييف الحقائق والتّرذيل والشّيطنة …

حجم ما أستمعت إليه إليوم في المنصّات الإعلاميّة من أكاذيب وتحريف للحقائق يندى له الجبين … بل تجرّأ أحد النّاطقين باسم أحد الأحزاب ليدّعي أنّ هناك من هدّد الحكومة وحدّد لها أجلا أقصى لصرف التعويضات هو يوم 25 جويلية … طبعا كذبة سخيفة غبيّة مثيرة للسّخرية ليس لعدم وجود كلام بهذا المعنى فقط، بل لاستحالته موضوعيّا لعدم وجود أيّ إطار مفعّل يسمح بذلك وعدم وجود أيّ موارد من الأساس …

يصوّرون الضّحايا كأنّهم قطّاع طرق أو خاطفون يطالبون بفدية … لكنّ الضّحايا صابرون وصامدون ويعرفون أنّ ملّفهم محلّ تجاذبات بين السياسيين والأحزاب ويراد قصدا اختزاله في عبارة " التّعويضات " لاستهداف طرف سياسيّ بعينه بينما المستفيدون هم كلّ الطّيف السياسي والجمعيّاتي … أمّا المسار فيتضمّن دوائر قضائيّة متخصّصة يراد إجهاضها لتكريس الإفلات من العقاب … ومناطق ضحيّة تنتظر تفعيل مشاريع وقع ضبطها في مقرّرات جبر الضّرر … وجبر ضرر معنويّ وحفظ للذاكرة وإصلاحات وردت في تقرير جبر الضّرر لضمان عدم عودة منظومة الاستبداد …

كلّ البلد منشغل بالوباء ومئات ضحايا الوباء هم من ضحايا الاستبداد الفاقدين للسّند الاجتماعي والتّغطية الصحيّة … والعديد من جمعيّات الضّحايا منشغلة بتوفير أجهزة التنفّس دون دعاية أو تبجّح … ولم تطرح قضيّة التّعويضات إلّا من طرف الغوغاء الذين يريدون تحويل وجهة البلد عن الوباء وعن الاستحقاقات الوطنيّة خدمة لأجندات سياسويّة مشبوهة … حقيقة ما طرح هو فقط الدّعوة لتطبيق القانون بخصوص إجراء إداريّ يسمح بتفعيل مؤسّسة الصّندوق الذي سيشتغل مثل كلّ الصّناديق التي ينظمها القانون …

تلقّيت المئات من الشّتائم والقذف، بل عمد بعضهم وبعضهنّ للدّعاء عليّ وعلى عائلتي لمجرّد كتابة توضيحات تفنّد التّزييف والأكاذيب … العديد من المنخرطين في جوقة التشويه والتّزييف للأسف جامعيّون ونخب وحقوقيّون وإعلاميّون تجنّدوا لخدمة أجندا الكذب واختلاق الأقول وفبركة الوقائع والمعطيات دون مراعاة ذمم الأشخاص وحرماتهم …

هؤلاء وغيرهم نقول لهم الثّورة أنصفت ضحايا الاستبداد وحرّرتهم وسينصفهم التّاريخ لأنّ قضيّتهم عادلة وكلّ هذا الضّجيج واللغو والهذيان وفحش القول بحقّهم لا يختلف عمّا تعرّضوا له زمن الاستبداد من حملات تبدّدت كغثاء السّيل وذهبت جفاء كالزّبد ويبقى ما ينفع النّاس ماكثا فوق هذه الأرض الطيّبة …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات