انهزم اليساريّون وتبقى روح اليسار

Photo

فشل اليسار الماركسي في تونس لأنّ الجهد والوقت الذي بذله في التّوظيف السّياسي لاغتيال بلعيد وما سمّي بملفّ الجهاز السريّ أكثر ممّا بذله في عرض برامجه ورؤاه والتعريف بها لدى المواطنين ،

أراد حرق المراحل وتحقيق الفوز بالضّربة القاضية لخصمه ، وتصوّر أنّ إزاحة هذا الخصم كفيل بتمهيد طريق الفوز له ، انطباع المواطنين عن هذا اليسار أنّه فوضويّ متشنّج غير مسؤول برنامجه الوحيد هو ملاحقة خصمه والقضاء عليه .

يسار تونس لم يكن في مستوى استحقاقات اليسار الاجتماعي وقيمه ولم يتحمّل مسؤوليّته التّاريخيّة في الاستحقاقات الوطنيّة لما بعد الثّورة ، فقد البوصلة لأنّه استسلم لنرجسياته وتضخّم الذّات والأحقاد القديمة وفقدان شجاعة النّقد الذّاتي والمراجعة ،

مازال البلد مهدّدا باللبرلة المتوحّشة وفي حاجة إلى يسار اجتماعيّ وطنيّ ربّما ينهض بهذا الدّور يسار شبابيّ جديد حامل لروح اليسار الثوري الملتحم بشعبه المتحرّر من تركة الماضي وذاكرة الشّيوخ.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات