صيد السّاحرات …

هي عملية مطاردة وملاحقة للأشخاص الذين يشتبه في ممارستهم للسّحر و الشّعوذة من قبل الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتيّة طيلة قرون إلى حدود العصر الحديث وما صاحب ذلك من هستيريا جماعيّة استهدفت كلّ من يشتبه في ممارسته السّحر ولو بالظنّ والمكيدة واضطهاده وخضوعه لمحاكمات صوريّة انتهت بإعدامات جماعيّة فضيعة ...

بقي الضّمير الأروبيّ مسكونا بهذه الفترة المرعبة لذلك قرّر في أدبيّات التّنوير حريّة الضّمير التي تعني في جوهرها أن لا يكون للسّلطات العموميّة سلطة على ضمائر النّاس ...

صيد السّاحرات يكاد يعاد إنتاجه اليوم تحت عنوان صيد الإخوان ... استمعت البارحة لما يسمّى بالنّقطة التّنويريّة لزعيمة الشعبويّة الفاشيّة التي يعود لها " فضل " ترذيل البرلمان وتخريبه والتّسويغ للانقلاب عليه وتعليق صلاحيّاته …

اليوم في مواصلة لمشروعها المتساوق مع مشروع الانقلاب تنهج نهج صيد السّاحرات في تعقّب لكلّ من يحمل شبهة الأخونة من شخصيّات وجمعيّات مجتمع مدني وأنشطة مدنيّة وفكريّة في إطار التّحريض مع كمّ كبير من الأكاذيب والأباطيل والتّشويه ...

تحريض للدّولة والقضاء والنّخب والمجتمع على فئات من المواطنين بالشّبهة والتّأويل ... قد يحقّق ذلك أهدافا سياسويّة وانتخابويّة لدى زعيمة الشعبويّة الفاشيّة لكنّه خطاب فتنويّ تقسيمي يعيد إنتاج ثقافة صيد السّاحرات الذي يمكن أن يشمل فئات متعدّدة بحسب أجندة ومصالح من يوظّف هذه الثقافة القروسطيّة البائسة …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
لطفي حداد
30/10/2021 13:15
اولا هذا تاريخ سينيماءي ثانيا نحن في دولة فقيرة جدا جدا ثانيا استغلال فاحش لشعب تعود على أن الدولة تساعده و تحميه ،لا تقتله وتفتك ارزاقه هذا لا ينطبق على نظام حقيقي لأنه كذب رواءي