لحظة تاريخيّة فارقة…

Photo

ما يقلقني حقيقة في علاقة بسقوط لائحة الاعتذار وتصريح رئيس الدّولة المجانب للصّواب عن الحماية والاحتلال والاعتذار ليس البعد المعرفي التّاريخي ولا السياسي ولا الأيديولوجي ... كلّها مسائل قابلة للعلاج والإصلاح …

ولكن ما يقلقني ويحزنني ويحزّ في نفسي حقيقة من كلّ الأعماق هو خيبة انتظار من بقوا أحياء من المقاومين الذين شهدوا جرائم الاحتلال وكانوا من ضحاياها ... لقد طالت أعمارهم من أجل لحظة إنصاف رمزيّ كهذه ضيّعهتها تجاذبات السياسيين ومعاركهم الصّغيرة أمام معركة الوطن وحقّه في الحقيقة والكرامة.

عاب عليّ البعض ومن بينهم بعض ضحايا مرحلة الاستبداد الاحتفاء بتقرير العدالة الانتقالية رغم شوائبه وهم لا ينتبهون أنّ الضّحايا محظوظون بالعيش إلى يوم رأوا فيه منظومة الاستبداد تتهاوى أمام أعينهم ورموزها يحاكمون وينادى عليهم من ضمن المتّهمين ورأوا تقريرا يوثّق الجرائم ويدين المسؤولين عن الانتهاكات ويفكّك المنظومة التي كانت تشتغل زمن الاستبداد ...

لحظة تاريخيّة فارقة طالت أعمارنا لنشهدها بفضل الشّهداء والجرحى وكلّ من رفع صوتا من أجل الحريّة والكرامة ورفض الظّلم والاستبداد ...

هذه اللحظة الفارقة التي يعيشها من بقوا أحياء من أجيال حقب الاستبداد في دولة الاستقلال قد يحرم منها من طالت أعمارهم من جيل المقاومة والتّحرير وهم يتطلّعون لوقفة كرامة وشرف وطني وإن كانت ذات طابع رمزيّ معنويّ …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات