سميرالشفّي يكذب

بحضور وزير الاتحاد الدائم في الحكومات المختلفة المتتابعة، السّد محمّد الطرابلسيّ ، وبإذن منه قال سمير الشفّي أمين عام الاتّحاد العام التونسيّ للشغل المساعد من فوق منبر إعلاميّ إنّ إضرابات الاتّحاد قبل الثورة كانت أقلّ من إضرابات ما بعدها…

ولنا على هذا القول ملاحظات:

1. حضور الطرابلسي وزير الاتحاد الدائم في الحوار الإعلامي لمساندة الشفّي يؤكّد أنّ الاتحاد في أزمة لأنّه بات وجها لوجها مع الشعب... ويفضح دور الوزير الذي هو قدَم المكتب التنفيذيّ في الحكومات وفي الإعلام على حدّ سواء... والخشية ألّا يخرج دوره عن أمرين :

- أحدهما أنّه عَيْنُ الاتّحاد في الحكومات، يحرص على حضوره الدائم ليعرف عن مجلس الوزراء كلّ شيء ويساعد قيادة الاتحاد على اتّخاذ القرارات في مختلِف المناسبات... ورؤساء الحكومات يعلمون ذلك ولكنّهم عاجزون…

- والثاني طمس الحقائق المتعلّقة بقيادة المنظمة خاصّة مع تزايد الضغوط لأجل كشف ما يخفيه قادة المنظمة داخل صندوقهم الأسود... وتزوير الأمور التي من شأنها توريط القيادات التنفيذية في يوم من الأيّام ما دام في الثورة قلب نابض... ومن ذلك عدد الإضرابات الهائل.

2. سمير الشفّي محدود الذكاء ولا يملك من الدهاء شيئا... لذلك فقد ارتكب أخطاء قد تضرّ بالاتحاد الذي جاء للدفاع عنه :

الخطأ الأوّل: أنّه اعترف بأنّ الإضرابات التي تسبّب فيها الاتّحاد قد أضرّت باقتصاد البلاد لذلك أنكرها عندما سعى إلى تحجيم أعدادها والتقليل منها.. بل ذهب إلى القول إنّ الإضرابات في زمن الدكتاتورية كانت أكثر عددا منها في زمن ما بعد الثورة... وشاهده على ذلك هو أمين عام مساعد سابق للمنظمة لا يملك أن يقول إلّا ما تقوله الجهة التي لها الفضل في "توزيره".. وما جيء به إلى منبر التلفزة إلّا ليدليَ بشهادة الزور.. على أنّ الرجل لم يستطع إخفاء ارتباكه عندما قال الشفّي ما قاله.. وكذب كذبته.

الخطأ الثاني: هو الكذب الواضح.. وهذا أمر لا يحتاج إلى بيان.. فالشعب التونسي بأطفاله وشيوخه يعلمون أنّ تونس قد تحوّلت إلى جمهورية مضربة عن العمل.. عشرات آلاف الإضرابات تمّت في سنوات الثورة العشر.. وقد لا يصل مثلَ هذا العدد عددُ الإضرابات التي عرفتها تونس منذ زمن محمّد علي الحاميّ وجامعة عموم العملة التونسيين سنة 1924.. وقد لا تبلغه أعداد الإضرابات التي شهدتها دول منطقة حوض المتوسّط مجتمعة طيلة قرن من الزمان…

الخطأ الثالث: الشفّي يكذب ويعلم أنّه يكذب.. وما جاء إلى القناة إلّا ليكذب.. ويعبّر إصراره على الكذب عن أمرين:


الأوّل: الاستهانة بالشعب التونسي الذي يراه شعبا مغيَّبا يمكن أن يصدّق كذبة مفضوحة مثل التي وردت على لسانه وصدّقها الطرابلسي.

الثاني: إدانة المنظّمة التي جاء ليدافع عنها فأغرقها.. لأنّ الزمن الذي نعيش فيه لا يخفى عن الناس فيه شيء.. والكذّاب لا يستطيع أن يذهب بعيدا.. والشعب التونسي لا يحتاج إلى سمير الشفّي ليعلم عدد الإضرابات التي نفّذها اتحاد الشغل قبل الثورة وبعدها.

رسالة أخيرة للشفّي: أنت لا تصلح محاميا للدفاع عن الاتحاد العام التونسي للشغل لأنّك لا تملك من كفايات الدفاع شيئا ولأّنك لا تتورّع عن الكذب.. والكذب يضرّ بالاتحاد ولا ينفعه ذلك أنّ الشعب التونسي لديه عقول تَميز الصدق من الكذب.. ويعلم جيّدا أنّ الكذب أبو الرذائل.. ومن كان مرذولا لا يستحقّ أن يكون مسؤولا…

زميلك الطاهري لم ينكر الإضرابات ولكنّه أنكر تأثيرها على الاقتصاد الوطني.. إجابته غبيّة ولكنّها أقلّ توريطا.. هو برّر أمّا أنت فكذبت لتبرّر.. فأخطأت مرّتين.

ليس دفاعا عن الاتحاد قولُك إنّه لا ينقد الاتحادَ إلّا من لا يحبّ الخير لتونس.. فالخير ليس حكرا عليكم دون سواكم... لست أنت من يحدّد الخير وكيف حبّ الخير لتونس.. ولست مؤهَّلًا لتعلّم الناس كيف يحبّون وطنهم.. ولست مؤهَّلًا لتعلّم الناس كيف يحبّون وطنهم.. ليس لأحد أن يدّعيَ أنّ الوطنية بجانبه هو دون غيره.. هذا محض زيف وادّعاء..

لن أدعوَك إلى التواضع فلستُ لا أراك مرتفعا ولكنّني أدعوك إلى صون لسانك ذلك أحفظ للمنظّمة. الذين ينقدون أداءك ليسوا أعداءك.. هؤلاء يحبّون وطنهم مثلك وربما أكثر منك.. فأصلح نفسك تستفد المنظمة ويستفد الوطن.. الذي تحبّه.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات