لا صلح لا اعتراف لا تفاوض

قالها عبد الناصر بعد الهزيمة المروّعة التي قاد إليها الجيش المصريّ أمام العدوّ الصهيوني ولا تزال الأمّة تعاني تداعياتها إلى الآن.

السيّد هذا كرّر قولة عبد الناصر ليلةَ القدر في إفطار أقامه لعناصر أمنيّة وعسكريّة بمناسبة افتعلها افتعالًا لينفجر بشحنته المكرَّرة التي حفظها الشعب التونسيّ عن ظهر قلب.. تنفيسا عن نفسه الموجوعة.. الدولة صارت لعبة يستعملها لدفع التوتّر عن نفسه.

لا صلح
ولا اعتراف
ولا حوار
إلّا مع الوطنيين الصادقين

الرجل عاجز عن إنتاج خطاب خاصّ به، رغم تقعّره الأجوف الذي يقيم عليه.. فهو لا يصدر إلّا عن تعبيرات لغوية قديمة مستهلَكة لا صلة لها بالواقع ولا علاقة لها بالسياق.

هو عن العمل عاجز وفي الخطاب عالة على غيره، لا يحسن إنتاج جملة مفيدة واحدة يعبّر بها عن موقف يخصّه... من إخشيدي المتنبّي إلى زقفونة المعرّي إلى ولّادة ابن زيدون... إلى لاءات عبد الناصر …

فقر مدقع.. ثروته التعبيريّة توقّفت عند سنة البكالوريا.

الرجل يبشّر نفسه بهزيمة، ذلك أنّ اللاءات المكرورة تلك إنّما هي لاءات عبد الناصر قالها إثر هزيمة1967 وفي فمه مرارة هزيمته النكراء أمام جيش العدوّ.. أمّا هذا فهزيمته أخلاقيّة قبل كونها سياسيّة.. ومن هزمته الأخلاق لم تنصره السياسة.

عبد الناصر كان يتحدّث عن عدوّ معتدٍ شنّ عليه حربا.. أمّا هذا فيتحدّث عن معارضين لانقلابه على الديمقراطية وعلى الدستور وعلى القانون.. عارضوه فتحدّث عنهم بحديث العداوة.. كلّ مخالف له عدوّ وجب شنّ الحرب عليه..

فهو لا يعترف باختلاف ولا بخطإ ولا بمراجعة ولا بتقويم ولا بمتابعة…

ليلة القدر مناسبة دينيّة وردت مسبوقة بعبارة سلام أمّا هذا فجعلها مناسبة حربيّة انفجر فيها بصواريخه الخطابيّة ضدّ قطاع واسع من الشعب التونسيّ رأى ما لا يرى وقال له، ببساطة:

لستَ إلاها لنعبده نمتثل لأوامره ونقف عند نواهيه…

كنت مواطنا عاديّا لا يعرف لك أحد فضلا فانتخبناك على قواعد مضبوطة لتكون رئيسا.. ولا أحد أعطاك الحقّ في أن تصنّف الناس إلى وطنيين وغير وطنيين. لم ينتخبك أحد لذلك.

اللاءات نقولها نحن نلقي بها عليك... وهي لاءات كثيرة:

لا صلح مع من غدر بناخبيه

لا اعتراف بمن انقلب على الديمقراطية

لا حوار مع من هدم الدولة

لا تفاوض مع من سلب الحريات

لا لقاء مع من فجر في الخصومة

لا حكم لمن أجاع الناس ومنع عنهم الدواء

لا مقام لمن أفسد ذات بين الناس

نحن الشعب التونسي الذي يرى ما لا ترى ولن تثنيه لاءاتك المكرورة عن مقاومتك حتى دحرك.. والخلاص من كابوسك المروّع.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات