هل نسي السيّد الرئيس أنّه قطع الطريق على السياسيين بالتكنوقراط؟

Photo

يقال إنّ رئيس الحكومة المشيشي هو ابن الإدارة التونسيّة، أليس كذلك؟ أبناء الإدارة، غالبا، هم المتخرّجون من المدرسة الوطنيّة للإدارة…

من الذي كان يُسمح بتوجيهه إلى المدرسة الوطنية للإدارة من الناجحين في البكالوريا التونسيّة؟ هؤلاء، في الغالب، هم أبناء الحزب الحاكم في اللحظتين البورقيبيّة والنوفمبريّة... ليسوا "تكنوقراط".. بل هم تجمّعيّون "بأوراقهم"، كانوا من أتباع النظام والساهرين على خدمته في الإدارة.. ألم تكن الإدارة هي قوام الدولة؟ وهل كانت الدولة شيئا غير النظام؟

لا غرابة، إذن، في أن ينتدب رئيس الحكومة مستشارين من التجمّع المنحلّ لحكومته، فهؤلاء كانوا "أعرافه" في زمن التجمّع وكان هو مجرّد مستخدَم لديهم في الحزب الذي يقودونه.. وهو بهذا الانتداب إنّما يعبّر عن خصلة "وفاء" فيه للتجمّع الذي حلّته الثورة وردّ جميل.. ولو كان رئيس حكومتنا يحترم الثورة لما رفع مَنْ وضعتهم ولمَا قرّب من أبعدتهم ولتحصّن منهم.

الراجح أنّ السيّد رئيس الحكومة يشعر بغربة في منظومة لم يستوعبها، لذلك فهو يستعين عليها بكباره معلِّمي أمسِهِ. هل دعاه رئيس الجمهوريّة ليؤنّبه؟ ذلك هو تقريبا ما ورد بصفحة رئاسة الجمهورية..

ولكن هل نسي السيّد الرئيس أنّه قطع الطريق على السياسيين بالتكنوقراط؟ هم تكنوقراط في علاقتهم بالأحزاب القائمة فقط لأنّهم سليلو حزب التجمّع الدستوري الديمقراطيّ الذي كان الأستاذ قيس سعيّد يُنتدَب لتنشيط احتفالات بعض شُعبه.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات