لن يرتفع الوباء

لن يرتفع الوباء والأسواق مزدحمة على معتادها.. لا تجد ثمرة تعود بها إلى أهلك لم تلمسها عشرات الأيادي قبلك، منها عشر أياد حاملة لثلاث سلالات من الفيروس على الأقلّ.. منها سلالة إذا علقت بجسد أرسلته إلى قبره قبل ظهور الأعراض.

لن يرتفع الوباء وحفلات الزفاف على معتادها وصخب الافراح حتّى الصباح... مهندسة قالوا لها "يا بنتي يهديك راهي كورونا تحصد الأرواح وتزرع الموت الزؤام.. تزوّجي بالحدّ الأدنى من الاحتفال فأجابتهم: "فرحة عمري لا أحب لعرسي أن ينقصه شيء.. وليكن ما يكون".. ستفرحين وسيزفّك ملك الموت بلا معازف إلى السماء قبل القبلة الاولى.

لن يرتفع الوباء وأسواق الماشية في أوقات الحرّ ملأى بالباحثين عن أضحية قد يسبقونها إلى السماء لتبقى بعدهم تنتظر سنة أخرى.. ينسى هؤلاء أنّ حفظ النفس أولى من شراء الأضحية في الزحام.. سيستعرضون لك درس القضاء والقدر.. والسنّة المؤكَّدة.

لن يرتفع الوباء والناس في كلّ يوم على كراسي المقاهي يتداولون عاداتهم في اللعب.. والأنفاس في الأنفاس كأنهم يعيشون طقسا انتحاريّا لا يقبل التأجيل.

لن يزول الوباء وأكبر منظّمة في البلاد تعقد مؤتمرا يحضره المئات ليبايعوا عصابة من الجهلة يسوقون أتباعهم إلى المقابر في سبيل مدّ أعمارهم على الكراسي.

لن يزول الوباء ورئيس الدولة يرى الموت يزحف على شعبة وهو منشغل بمهاجمة النظام السياسي وتوعّد الخصوم ومهاتفة رئيسة أثيوبيا في شأن لا يعنيه.. ولم يكلّف نفسه بثّ مشهد تلقيحه حتّى يقتديَ به الناس.

لن يزول الوباء ونواب الشعب "شاطح باطح" في فضاء البرلمان ولو أنّهم وجدوا أسلحة نارية بأيديهم لكتبوا بأيديهم مذبحتهم.. ومذبحة الوطن الذي لعن نفسه بانتخابهم.

لن يزول الوباء عندما تتّهم المسؤول بالتقصير في حقّك وأنت "غير مسؤول" تقصّر في حقّ نفسك وفي حقوق أهلك.. لن تجد مسؤولا يقف بينك وبين الفيروس حائلا.. حُل دون موتك بوعيك وسلوكك يا أرعن.

لن يزول الوباء ونحن يرجم بعضنا بعضا ويتداول إعلامنا تصريحات بنت المخلوع تتشفّى منّا.. تعيِّرنا بنقص الأكسيجين بسبب زوال حكم أبيها والحيلولة دون أن نكون ميراثها منه.

الظرف الاستثنائي يقتضي سلوكا بشريا استثنائيا يوافقه يتجنّب الناس فيه التهلكة.. بسلاح الوعي والصبر عليه.


• الزم بيتك إلّا لحاجة حيويّة.

• ارحم نفسك وأهلك بالتخلّي عن غطرسة نفسك الأمّارة بالعبث كأنّك تنتظر " ماتراك" الحاكم لتحميَ نفسك وأهلك من الموت.

• لن يموت أحد من الجوع، ولكن سيموت كثيرون من التهوّر.

• لا تنتظر الدولة أن تحجرك لتلبس ثوب الضحية مرتين..

• احفظ حياتك وحياة أهلك.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات