في الإشاعة والأخبار الزائفة

ملاحظات:

1. النظام لا يحارب الأخبار الزائفة ولا الشائعات، بل يستخدمها لصالحه في الجهتين:

- ينشرها هو لتشويه خصومه ويستفيد منها إذا نشروها، إذ الزيف يشوّه الذي ينشره. لأنّه يملك، وحده، بمقدّرات الدولة التي يستعملها في الدعاية له، أن يكشف الزيف فيزيد من عزل ناشريه..

هذا النظام، لأنّه عاجز دعيّ فاشل، فإنّه لا يفعل شيئا غير محاربة حرية التعبير و قمع الحريات وتكميم الأفواه.. وتخويف الناس حتّى يخضع له الكافّة وأوّلهم أهل الرأي وأصحاب الأفكار.

2. رغم سيل المعطيات والمعلومات فإنّ الناس قادرون على ميز الصدق من الكذب في نشر الأخبار... الناس تعلّمت التحرّي في ما تقرأ وما تنشر... وليس من عاقل يورّط نفسه، في سياق نظام قمعي مثل هذا النظام، بنشر أخبار زائفة تكلّفه ما لا يشتهي. هذا النظام زائف زيفُهُ عارٍ ولا يحتاج إلى مزيد من الزيف.. ولو أنّه صنع للناس خيرا لتحدّث خيرُهُ عن نفسه ولكشفت زيفَ الزائفين إنجازاتُه..

ولكنه عجز وفشل فقال : "سحروني".

3. النظام أكثر جهة تنشر الأخبار الزائفة وتستفيد من ترويج البهتان لإدانة مقاوميه... هو يستفيد من الزيف ويخاف من الحقيقة... وأظنّ أنّ ما جرى ضدّ نواب الشعب والسياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال من هرسلة وسحل على الهُويّة لا يعدو نشرا للأخبار الزائفة من قبل منقلب يتحكّم في كلّ شيء…

البحيري ظلّ مختطَفا أكثر من شهرين يقاوم بجسده عن نفسه بسبب أخبار زائفة نشرها وزير الداخلية نفسه في حقّة ظلما وعدوانا.. وبعد أكثر من شهرين سرّحوه لأنّهم عجزوا عن تكييف تهمة له تناسب جريمتهم في حقّه لا تسقط بالتقادم.

ساكن القصر المفدّى ذاته لم يتكلّم مرّة بغير الزيف، بدءا من تأويل الفصل 80 إلى اليوم.. لأنّه عجز عن إنجاز شي يبرّر له انقلابه تبريرا بعديًّا حتّى.. هو لا يفعل شيئا غير الكلام، ولما فشل في إنجاز له يصفه فقد تكلّم عن خصومه وهو يظنّ أنّه إذا شوّههم كشف بياض يديه.

هو لم يجد غير الأخبار الزائفة ينشرها ليوهم الناس بأنّه بطل، ولكنّه مغلول بقوى ميتافيزيقيّة تمنعه من الحركة والإنجاز.

4. المنقلب فشل في تسيير الدولة فراح ينتقم منها ومن الذين يدافعون عنها... وقد استعملها سلاحا ضدّ الأصوات التي تعرّي زيفه هو وزيف منظومته... ولولا هذا الزيف المستحكم لما وجد وقتا لتدبيج قوانين العقوبات التي لا يتقن غيرها...

هل يليق بالشعب التونسيّ أن يصدر في شأنه هذا القانون الزجريّ السمج الذي هيمنت عليه مفردات العقوبة ((يُعاقَب. ويعاقَب بنفس العقوبات. وتضاعَف العقوابات)).

5. المنقلب يرى في نفسه إلاها لا يخطئ اسمه عقاب فهو لا يفعل شيئا غير تسليط عقابه على كلّ من خالفه.. وكل من يكتب جملة مفيدة لا يرتضيها فهو عرضة لعقابه، لأنّ كلّ جملة خبر…

- قولك إنّ الذي جرى يوم 25 جويلية هو انقلاب خبر تستحقّ عليه عقوبة.

- قولك إنّ المنقلب لا يفهم في القانون الدستوري ولكنّه مدّعٍ خبر يجرّ عليك عقوبة العقاب.

- وقولك إنّ تأويله للفصل80 من دستور 2014 كان تأويلا انقلابيا أراد منه الانقلاب على الدولة خبر تجني منعه عقوبة المعاقِب.

- وقولك إنّه لا يحسن تدبير شؤون الدولة ويهدّدها بالخراب خبر ليس لك منه غير عقوبة.

وقولك إنّ استشارته فشلت، وفشل استفتاؤه وقد زوّر نتائجه، كلّ تلك أخبار تنالك منها عقوبة.

5. ولأنّه يملك السلطة والتشريع لها ويسيطر على القضاء ويهيمن على الإعلام فستأتمر كلّ هاتيك المرافق بأمره لتصدر ضدّك عقوبة وتعاقَب بنفسها وتضاعف لك العقوبات…

فهل تراك تبلع رأيك مخافة عقاب الذي لا برنامج له غير العقاب؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات