ما أجبن هؤلاء

بعد أن يشبعوا من السقوط ومن البيع البخس يخرجون على الناس ينفضون عنهم غبار سقوطهم يشتكون الماكينة التي "كانت تلزهم". وقد "لزّتك" الماكينة على البيع فطاوعتها، لأنّك كنت طيّعًا.

أنت لم تشبه إلّا نفسك. ولم تفعل سوى قناعتك. ولكنّ صلوحيّة استعمالك انقضت ونفد ما يعوّل عليه من رصيدك. فأنهت الماكينة خدمتك ولم تتركها أنت شجاعةً.

استعملتك الماكينة حين كانت خدمتك نافعة لهم. ثمّ بعد أن ألقوا بك خرجت تتطاوس تبحث عن عذرية تشبهك ولا عذرية ترضى بأن تشبه من كان مثلك. لقد فقدت عذريتك طائعا. ولن ينفعك اليوم ما يشبه النقد.

ما أجبن هؤلاء. حين يسقطون يديرون للناس ظهورهم حتّى إذا ظنّوا أنّهم نُسوا ظهروا بوجوههم يعودون وقاحتهم ليأكلوا من مائدة أخرى "لعلّ وعسى"

نقول لهؤلاء : كلّا.

انتهت صلوحية (لعلّ) ومضى زمنُ (عسى).

كنتم في زمن بن علي تخدمون الماكينة،"لزّتكم" فأكلتم من كثرة "اللز" حتّى أتخمكم الأكل و"طابت جنوبكم من كثرة اللز".

ولمّا جاءتكم الثورة بالحرية أنكرتموها ورفستموها بأظلافكم. وقلتم "بشمنا من الحرية" ولا يصيب البشمُ غيرَ الأنعام. ذوو العقول تمنعهم عقولهم من البشم. وقلتم "الكتب آش نعملو بيها؟" وسخرتم من الكتب ومن الذين يقرأونها.

كنتم بما أتيتم تثأرون للماكينة من الثورة. ثمّ لمّا قرّرت الماكينة إنهاء خدمتكم عدتم إلى حديث الثورة.

والله لا يحشموها.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات