قول في جنيف السوري

Photo

ولدى ديمستورا راعي هذه المباحثات قرار واضح وصريح يقضي بإنشاء هيئة حكم إنتقالية من المتاضدين كاملة الصلاحيات لنقل سوريا إلى نظام حكم ديمقراطي يأتي نتيجة دستور جديد وانتخابات برلمانية ورئاسية.

وليس من قبيل التطرّف القول أيضاً : بأن جنيف لم تشهد زيفاً و اعتداءً على الحق والمنطق كما هي حال اعتداء ممثلي الجماعة الحاكمة في دمشق الذين لا يملكون من حرية التفكير والمساومة واتخاذ القرار أية قطيمة . الدكتور المسكين رئيس الوفد لديه خط أحمر هو بشار الأسد .

ولكن القادم وفي محفظته الخط الأحمر لم يسأل نفسه ماذا يتبقى للحوار إذا كان أساس الكارثه خطاً أحمر . وبالمقابل ماذا سيناقش ممثلو الثورة التي ضحوا بمئات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين للتخلص ” من الخط الأحمر” .

الدكتور المسكين في القانون الدولي و المعتد بأنه دبلوماسي فذ ويمثل سوريا في الأمم المتحدة ليس لديه أية فرصة لإظهار “عبقريته” و ” قدراته الهائلة ” في جنيف ، ذلك أنه قد حفظ ثلاث جمل عن ظهر قلب : الأسد خط أحمر ، حكومة مشتركة تحت قيادة الخط الأحمر ، وفد الثورة غير محترف .

بالمقابل يحمل وفد الثورة غير المحترف، من وجهة نظر المحترف ،معه ملف المعتقلين ، ملف المسجونين ، ملف المحاصرين ، ملف المشردين ، ملف اللاجئين ملف الأمن ، ملف الجيش ، ملف هيئة الحكم الإنتقال.

الدكتور المحترف ومن معه لديهم هدف ضيق جداً : هو الخط الأحمر الأكبر والخطوط الحمر الصغرى والمتحلقة حول الخط الأحمر الأكبر. فيما رئيس وفد قوى الثورة والمعارضة غير المحترف و رفاقه يحملون قضية وطن وإنسان و مستقبل وطن . وطن بلا دكتاتورية ، بلا طائفية ، بلا ثأرية ، وطن العيش المشترك .

جنيف السوري والحالة هذه ليس سوى مسرحية تنتمي إلى مسرح اللامعقول ، و ديمستورا يضيف لها فاصلاً كوميدياً بعد كل استراحة.

أما مؤلفو هذه المسرحية اللامعقولة الأخوة كيري- لافروف فلديهم ما يشغلهم عن حال الجمهور الذي يتسربل بدمائه في القرى والحارات .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات