تفريكة على "أكبر مكسب" حاشاكم..

Photo

أقف يوما بعد يوم، من خلال احتكاكي بالمشهد "السياسي" التونسي على تهافت، وخبث ولؤم، وازدواجية الخطاب والشعارات المرفوعة من قبل "الفاعلين" السياسيين.. خطاب وشعارات "ظاهرهما الرحمة وباطنهما من قبله العذاب".. أوّل تلك الشعارات المرفوعة شعار "التشبيب والتأنيث" (ويعلم أصدقائي مدى مقتي لهذه الثنائية الخبيثة).. وترجمة الشعار على الواقع التخريب بالتلغيم من الداخل.. ولكم في تطوّر الأحزاب والمنظمات خلال الستة سنوات الأخيرة خير دليل..

الشعار الآخر الذي يرفعه الجميع –بما فيهم.. بل قلْ خاصة جماعة الثورة المضادة- هو شعار "أكبر مكسب من الثورة هو مكسب الحريّة".. طزّْ! من استفاد من هذه الحريّة؟؟ الشعب الكريم؟؟؟ قطعا لا! الشعب الكريم ما على بالوش... حكاية الحرية موش معدّل عليها جملة... الشعب الكريم ساقيه في الغرَمْ... وعينيه ماكلهم ذبان الزبلة (المؤقتة هههه)... ويشهق ما يلحق... هاو عيد... هاو عودة مدرسية... هاو دروس خصوصية... هاو كراسة ب 10 دينارات... هاو تاكسي يقلو ماكش في ثنيتي ماشي نفطر... وهلمّ جرّ... وهكاكا العام وما طولو...

وفي الليل سي علاء ونوفل ولطفي يتلهاو بيه ها الشعب الكريم... شويا اغتصاب من هوني، على شويا مثليّة من غادي ونختموها ب"أمينة فيمن" اليّ الجماعة يحبوا يطيروا عليها السكرة والشيخة مع صاحبتها المقصوفة... وشدّلهم أكبر مكسب.. وتضربلو على الطيارة زادا! أنا واحد من الناس كنت مغفّل ودافعتْ على "مكسب الحرية.. كأكبر مكسب من مكاسب الثورة"..

الحمد لله فقت على روحي وأقلعتْ.. اليوم ولّيت كيف نسمع ها الكلمات يجيني الجاير والردّان حاشاكم.. "الحرية أكبر مكسب" دامت حكايتها بضعة أشهر.. وكي تجي تثبت توا تلقاها بضعة أسابيع بركة، بعد 14 جانفي 2011.. حدّها حدّ فترة "الترهويجة" متاع النظام القديم (في الحقيقة لتوا لا قدام ها النظام المحنون أهوك ديما يتبدّل يتجدد كيف الحب في غناية سي الهادي الجويني الله يرحمو) ... والحرية هذيكا.. متاع بضعة أسابيع جات بسوم غالي.. جات بدمّ الشهداء يا بوقلب! أما ما لقاتش رجال ياقفوا عليها ويحميوها...

الجماعة الكلّ ضاربتهم الرخفة والرعشة وزيدهم اللهفة... مشى في بالهم تحللّهم باب العرشْ.. ياخي زدموا هات شاشيتك.. هات صباطك.. وموش عارفين أنهم قعدوا على خازوق! كيف نسمع بشعار "الحرية أكبر مكسب ويلزمنا نحافظوا عليه" .. تحسّ كاينّو واحد قاعد عامل عليك مزية.. وساعة على ساعة يهدّدك ب"كان ما تريضش أتوا نرجعوك منين جيت.. الحبس ولا المنفى".. والعباد تصدّق! شايلاه سيدي تاتا..

ياخي نسيتوا الي في الأسابيع والأشهر الأولى كيفاش الجماعة هذوكم جوفهم تجري.. متخبين في المغاغر.. وخايفين على بدناتهم وعلى ديارهم.. أعطيني قرطلتي ما عيني بعنب؟؟؟ نسيتوا فيسع الي كانوا غالبينكم بالوهم؟؟؟ لكن بعد مدّة خزروا من هنا ... شافوا من غادي... لقاوا اللعب مسيب... والشبكة محلولة... شافوا تقنزيح محمد الغنوشي وتجلطيم الي جاء من بعدو وضحكة الي جاء من بعدو... وزادو شافو "تعوعيش الترويكا"... وزادو عاد شاخوا على مقولات من نوع "ثورة حضارية"، و"مرحلة انتقالية"، و"كتابة دستور"، و"عدالة انتقالية" وهات ماك اللاوي... يا بمبك يا بمبك... وشافوا الي الجماعة ضاربهم الجوع.. ولساناتهم تدلدل... الي يدبر كرسي حتى بلاستيك ميسالش.. في هيئة ولاّ حزب ولا بلاطو تلفزة ولا ميكرو راديو.. ينقّز قرداوي... و"يا سي نوفل" و"يا سي سمير" و"يا سي معزّ"... والجماعة الكلّ ادزّ في البيدق على بعضها.. ومشيلي نمشيلك...

المهم وحلوا في بعضهم كي المنجل في القلّة... صحيح أكبر وحلة متاع منجل في قلة: وحلة النهضة والنداء... أما الأخرين الكلّ خانهم "الحجم"... زغزغ ما عاندهم فاش يوحلوا... بعضهم لاعبينها أبطال وثوريين.. ولكن أفعالهم تدلّ على أنهم لا جاو لا منجل لا قلّة.. آش قعدلهم؟؟؟ التفركيح بالفارغ! نرجع لحكاية "أكبر مكسب... " حاشاكم.. ناس بكري قالوا "لا حريّة لأعداء الحريّة"... قالها "سان جوست" ولد الثورة الفرنسية.. على خاطر الي عملوا ثورات في تاريخ الانسانية ما عمرهم ما حطوا حكاية "الحرية أكبر مكسب" في البرنامج...

الثورات تنتج الحريّة بعد أن تحقق العدل… العدل يا بو قلب! وربي في القرآن آش قال؟؟؟

"ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"…

ركح الحكاية هاذي باش تحس العباد أنها رجعتلها حقوقها المادية والمعنوية ومن بعد حقق أكبر مكسب… وبالنسبة ل"أمينة فيمن" وما شابه حكايتهم وقتها معادش تدخ في اطار "أكبر مكسب"… ما يسمع بيها حدّ.. على خاطر المذيع الي باش يجيبها هو بيدو ما عادش يسمع بيه حدّ.. حتى يسلّكها لروحو ديجا… والتلفزة الي باش تتعدى فيها، يرحمك الرحمان… كانت تفكّرنا في العهد القديم… قالّك أكبر مكسب!؟؟

Commentaires - تعليقات
فتحي الجلاصي
10/02/2016 22:41
مقال يقطر سخرية مُرّة، بأسلوب دارج سلس و مفهوم....الحرّية استفاد منها أعداء الحرّية من الجنس السّامي الذين لا يعترفون بجنس سامي سواهم...و لا بديمقراطيّة إلاّ ديمقراطيّتهم...و لا حرّية إلاّ حرّيتهم...و لا إعلام إلاّ إعلامهم....و لا فنّ إلاّ غنّهم....و لا أدب إلاّ أدبهم...و لا سياسة إلاّ سياستهم....و لا زالوا يُردّدون إلى الآن، بلغة مُخالفة "من تكلّم قطعنا لسانه، و من سكت مات غمّا.....
سعيد الجندوبي
10/03/2016 00:18
وهو كذلك سي فتحي شكرا على التعليق :)