موحش الشاشة وحاتم بن سالم

Photo

لم "أهضم" لحظة واحدة وجود حاتم بن سالم لما كان وزيرا للتربية وأكدت أكثر من مرة أن عودته من منظومة بن على الفاسدة الى الصدارة وتعيينه وزيرا من جديد للتربية وهي وزارة كان من المفروض أن تكون ثورية هي الفساد نفسه.. لكن لا غرابة من الباجي الذي جيء به ليكون من اعمدة ضرب الثورة على أساس أن من اختاره يعرف جيدا انه كان واحدا من أعمدة نظام بن علي في بداياته...

لم "أهضم" بن سالم لا لأنه كان وزير التربية في سنوات حكم بن علي الأخيرة إنما لأني أعرف أنه كان جزء اساسا من منظومة بن على ومبيض لسياسات بن علي بخلاف ما قاله في الحصة التبييضية لبن علي في برنامج موحش الشاشة بأنه لم يكن الا رجلا تقنيا في حكومة محمد الغنوشي...

لم أهضمه لأني أعتقد صادقا أنه ليس من حقه أن يكون وزيرا في ثورة قالت له ولغيره من عهد الفساد والاستبداد ارحل.... لكنه عاد لأن المنظومة التي عمل ضمنها لم ترحل إنما استمرت في الصدارة دون رأس. وقد كتبت عنه وهو وزير باختيار من الباجي ولا من يوسف الشاهد فقط.. وعبرت بقوة عن رفضي له.

واليوم لن أهاجمه لأنه لم يعد يمثل أي شيء في نظري... وما حضوره في هذه الحصة مع الاستاذ بن صالحة محامي بن علي في المحاكم والمدافع الأساسي عن بن علي في المؤسسات الإعلامية إلا خدمة للراغبين في العودة إلى الحكم وضرب الثورة وترذيلها.. والغريب أنه استفاد من الثورة. وكان فيها وزيرا في خدمة الباجي الذي حاول أن يبني نظام بن علي في العقول من جديد..

وليس بالصدفة تعيين حاتم بن سالم وزيرا للتربية الذي لم يفهم الي حد الآن انه كان متوافق مع رئيس النهضة لأنه كان في خدمة الباجي والشاهد وهما متحالفان مع الباجي بقوة وراشد الغنوشي هو واحد من منظومة تصورنا أنها جديدة لكنه لعب دورا أساسيا في إسقاط الثورة في أيدي المنظومة العائد من مرحلة الفساد الذي جعل من الاستبداد أفظع مرحلة عرفتها تونس في تاريخها الحديث..

نعم يا حاتم بن سالم... الثورة راكمت الكثير من الأخطاء.. والشعب يعاني من مخرجاتها اقتصاديا واجتماعيا.. لكن السبب ليس في الثورة التي متعتك بالحرية.. والوزارة.. إنما السبب يعود إلى الدولة العميقة وكل الذين اختصوا في تنفيذ تعليمات" قائد الثورة المضادة" التي كنت انت عنصرا من عناصرها.

الله يسامحك يا قائد السبسي.... لن ينسى التاريخ أنك كنت الدمل الموجع في جسد ما بعد الاستبداد..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات