ويسألني من أنا هل أنا مع النهضة أو ضدها؟! وهل أنا مع الحداثة أو ضدها؟!

Photo

بعد أن كتبت بعض المقالات ضد سياسة النهضة إرتاح البعض وقالوا بأني اخيرا أصلحت من امري وتبنيت الجادة وافقت أن النهضة فاسدة ولما انتقدت بشدة يوسف الصديق أصيبوا من جديد بالصدمة وتساءل أحد الأصدقاء الافتراضيين قائلا.. بالله من انت؟! ومن يشغلك؟! لم افهمك؟! أنت مرة مع الحداثة ومرة ضدها. وانت مرة مع النهضة ومرة ضدها؟! أوضح بالله من انت؟! ......

قلت له انا ديمقراطي وتأكد من ذلك لست ضد النهضة لأن الصندوق أتي بها منذ الانتخابات الديمقراطية الاولى.. وأنا احترم الصندوق الذي أفرزها ولكني لا اقبل منها كل شيء.. بل شيئا فشيئا أصبحت ضد سياستها خاصة منذ أن أظهرت أن الفساد ليس مشكلة لديها فتحالفت مع الفاسدين توافقت معا الباحي اي مع ستين سنة فساد ثم ها هي توقف المسار العام لتطور البلاد منذ أكثر من شهر من أجل قلب تونس الذي أسسه صاحب ملفات سوداء قذرة فيها تبييض أموال وفيها تهرب من الضرائب وفيها أشياء أخرى وقلب تونس هو منشقة النداء وصاحبه كان ندائيا مع الباجي ومن قبل كان تجمعيا مع ابيه بن علي ...

وقلت أيضا أنا مع الحداثة من أجل تطوير العقل العربي والفكر الإسلامي و انا مع الحداثيين الذين يناضلون ضد التخلف والرجعية والفقه السعودي والممارسات الطالبانية والرؤية الباكستانية للإسلام ...وغير ذلك من وجوه التخلف الفكري المسنود الى مذاهب متخلفة مثل مذهب محمد ابن عبد الوهاب ....لكني ضد السياسة التي يتبعها الحداثيون الذين تبنوا الغرب في مواقفه وهم يعتبرون أن العصر ليس للإسلام ولا بد من التخلص من الاسلام بتفكير جديد لا يعتبر.

الاسلام مهما بل لا بد من مقاوماته بمقاومة الحركات الإسلامية في كل أوجهها وعندهم الحداثة هي السلاح الذي به يمكن هدم الاسلام شيئا فشيئا.. والغريب أن أكثر هؤلاء أصبحوا يعيشون في الغرب ليكتسبوا شرعية الحضور العالمي فقد هربت من النقد الذي ينفجر في وجوههم كل حين ..وهربوا ليمارسوا حريتهم التي تستهدف الإسلام أو هروبا من المحاكمات .

لكنهم في بلاد الغرب خاصة فرنسا لا يحتمون بحريتها فقط بل يقدمون الولاء والطاعة ويكتبون ما تريده المصالح الغربية والامبريالية الجديدة التي خرجت عسكريا من البلاد التي استعمرها طويلا ولكنها تفرض عليها استعمارها لينا.. لطيفا. ويربطها بوثائق تزخر بما يجعل البلد الذي إدعى أنه حصل على الحرية والاستقلال ونال كرامته مستعمرات ابد الدهر الا إذا ثار من جديد على هذه الوثائق وتخلص منها و من الذين وقعوا عليها وهم الذي تفاوضوا على الاستقلال وفق شروط لم يعرف الشعب عنها شيئا جاؤوا الى حكم بلدانهم المستقلة ليحافظوا على هذا الاستعمار ويفرضوا الاستبداد حتى لا يقوى الشعب ..وحتى لا تظهر حركات وطنية مغايرة تستهدف الاستعمار ..وهكذا يسعد الاستعمار بحكم البلدان المستعمرة قديما عن طريق أبنائها ..

وها نحن نعاني من أبناء الإمبريالية.. وأبناء الحكومات الوطنية الذين تبنوا حداثة تنزع عن الإسلام روحه.. وتصفه بأبشع الاوصاف.. وتساعد على ابتكار كل ما من شأنه أن يقنع الشعب بأن الإسلام كارثة ...وعملوا على نشر الإسلاموفوبيا في بلدانهم بعد أن انتشر في بلاد الغرب. ونجح في تغلغل الفكرة إلى أن أصبح اغلب الشعوب العربية تكره الاسلام وتتحرج من العرب ومن العروبة.. وهي تحب المسلم بلا دين والعربي بلا هوية..

واغلب اهل الحداثة عندنا وافقوا على هذا المسار لنتفاهم اذن لا يمكن أن تقرأ ما تكتبه دون أن تعرف اني مع الديمقراطية ولا أرفض أي حزب الا اذا رفع السلاح. والأحزاب احاسبها على سياستها وموقفها. وللأسف هي الآن في تونس تهز وتنفض.. أما عن الحداثة فانا لا أرفضها إنما أرفض فساد الكثير من الحداثيين الذي أربكوا شعوبهم عن طريق فتح الأبواب أمام ترويج الفكر الامبريالي الذي يسهل عملية تغلغل الفكر الصهيوني والماسوني وصناعة الكذب لتركيع الشعوب التي كذبت عليها الدول الوطنية وركعتها بهدوء السياسة الناعمة تدعي مقاومة الاستعمار والوطنية والزعامة اللينة التي فرضت الاستبداد…

وأبناء الدولة الوطنية الذين تبنوا الحداثة انا اساندهم لكن الكثير منهم للأسف كشفوا أنهم يقومون بأدوار قذرة خاصة بعد نجاح الثورة التونسية والمصرية فرفضوا الثورة لأنهم أحسوا أن فيها رائحة اسلامية وعروبية أو هكذا اعتقدوا لان الكثير من الحركات الإسلامية وجدت متنفسا لها زمن الانفلات الثوري. فتحركوا ضدها. واستنجدوا بكل أدبيات الثورات المضادة فنجحت الثورة المضادة في مصر عسكريا. ونجحت المضادة في تونس بالمال والبنوك والإعلام بإنفاق الكثير من الأموال التي نهبوها قبل الثورة على مدى عشرات السنين لكن الثورة مع ذلك مستمرة وستنتصر مع الايام وستخرج المستبدين والمتآمربن والدساسين وقوادة الاستعمار..

وها أنتم تشاهدون ما حدث للثورة في ليبيا وفي سوريا وفي اليمن وفي السودان .... كلها فشلت لأن أنصار الثورات المضادة وجدوا المال والعتاد والنصيحة والخبرة للإطاحة بالثورة وتحويلها إلى حروب دموية اهلية هي الآن تتجرع منها العذابات التي لا يمكن للتاريخ أن ينساها.. فالقتلى بمئات الآلف والجرحي بالملايين والمهجرين بعشرات الملايين ...فأعداء الثورات أو أنصار الثورات المضادة برزوا بشراسة غير معهودة فقدوا كل القيم.. ولا رحمة في قلوبهم ولا إنسانية في سياساتهم وارتبطوا بكل ما فسد من فكر دموي في العالم..

فانظر إلى. سوريا وما يحدث فيها من دمار منذ تسع سنوات.. وانظروا إلى اليمن من يقتلها وتابعوا ما يحدث في ليبيا ومن يقف ضد أي تحرك سامي لإنجاح الثورة وأحياء العداء بين أبناء الشعب الواحد ... والغريب أن القتلة اليوم يسمونهم حداثيين مثل السيسي مص وحفتر ليبيا ومحمد بن سلمان السعودية ومحمد بن زايد الامارات.. ولا علاقة لهم بالحداثة اطلاقا انما هم فاسدون فاسدون باعوا ضمائرهم الشيطان.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات