"من يُسمّونه رئيس الجمهورية"… قيس سعيّد

من يسمونه رئيس الجمهورية تحدث عن القضاء مبتدئا بأنه يوجد فصل بين الوظائف وليس بين السلط، ثم أعلن أن نتيجة الاستشارة الإلكترونية تبين حتى الآن أن 89 في المائة من التونسيين لا يثقون في القضاء، وبعدها طلب من المجلس الأعلى للقضاء الالتزام بواجب التحفظ، ثم سخر من فقه القضاء متحدثا عن فقه إرهاب،

وختم أن اليوم وكيل جمهورية أعلمه أنه تم توجيه استدعاء لإرهابي مفتش عنه عن طريق عدل منفذ.. مع العلم أن الرئيس أضاف مجسم ميزان العدالة لمكتبه منذ يومين ولو كان له لسمى نفسه قاضي القضاة في البلاد .

ليلى جفال اختارت للأسف أن تصطف مع شخص يمرغ في القضاء كل مرة كالثور المجنون، مؤسف أن تكون بصفتها قاضية عضدا في مشروع سلطة لا تؤمن أن القضاء سلطة.. فقه إرهاب واستدعاء إرهابي بعدل تنفيذ؟ تعيس جدا ومخجل جدا.. من يسمونه رئيس الجمهورية عبء ثقيل علينا.

أول إعلان للحالة الاستثنائية في تاريخ الجمهورية

أول إعلان للحالة الاستثنائية في تاريخ الجمهورية، وهو الإعلان الوحيد زمن الجمهورية الأولى (1956-2011)، تم إثر أحداث الخميس الأسود بصدور الأمر الرئاسي عدد 49 المعلن لحالة الطوارئ على أساس الفصل 46 من دستور 59 (ما يُقابل الفصل 80 في دستور 2014)، وتبعه في نفس اليوم الأمر الرئاسي عدد 50 المنظم لحالة الطوارئ وهو أمر غير دستوري لا يتلائم مع الدستور الحالي وهو ما يعترف به "من يُسمّونه رئيس الجمهورية" قيس سعيّد قبل دخوله لقصر قرطاج.

"من يُسمّونه رئيس الجمهورية" هاتف أمين عام المنظمة الشغيلة بمناسبة الذكرى 44 لأحداث الخميس الأسود (26 جانفي 1978) متحدثا عن بطش النظام وقتها وضحاياه متناسيًا أن انتهاكات النظام تمت في جزء أساسي منها (منع الإضرابات/منع الاجتماعات/الإقامة الجبرية/الرقابة على وسائل النشر إلخ) تحت "شرعية" أمر حالة الطوارئ.. ذات الأمر الذي يمدّد "من يُسمونه رئيس الجمهورية" في تطبيقه في كل مرّة رافضًا فيما سبق تقديم مشروع قانون دستوري لتنظيم الطوارئ، وهو يستند عليه اليوم أيضا بالخصوص لممارسة انتهاك الإقامة الجبرية خارج إطار الرقابة القضائية.. صورة كاريكاتورية.

لماذا أقول على فكرة "من يُسمّونه رئيس الجمهورية"؟ لأن الرجل الذي أقسم على الدستور ثم انقلب عليه بات يشير في حديثه وبلاغاته للدستور النافذ، والذي نحتفي بالذكرى الثامنة لختمه، بـعبارة "ما يُسمّى دستور" تحقيرًا له وتبرؤًا منه.. حسنًا، وهو قيس سعيّد "من يُسمّونه رئيس الجمهورية".

طبعا في انتظار كلمته غدًا في المجلس الوزاري وكالعادة البث مفتوح للجميع على صفحة الرئاسة.. البرنامج الترفيهي الأسبوعي "هلا بالخميس" بطولة وإخراج "من يُسمّونه رئيس الجمهورية" قيس سعيّد.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات