دعم القضية من رئيس الجمهورية كان بحاجة أن يتحوّل من القول إلى الفعل..

رفض استقبال الناطق الرسمي باسم حركة حماس سامي أبو زهري في قرطاج، خطيئة جديدة تُضاف إلى قائمة خطايا قيس سعيّد، بالنظر لسياق الزيارة وظروفها.. تعذّر الاستقبال بسبب الانشغال بزيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي (بحسب ما قيل لأبو زهري من الرئاسة) هو عذر أقبح من ذنب، لأن تخصيص نصف ساعة في جدول الأعمال اليومي لسعيّد كان من الممكن..

وربما ببساطة أن سعيّد خيّر الذهاب إلى بروكسال للمشاركة في قمة تونس والاتحاد الأوروبي متخفّفا من تقدير حرج استقبال الناطق الرسمي باسم حركة مصنفة "إرهابية" في قائمة الاتحاد الأوروبي.. وربما لم يشئ أن يغضب سلطة عباس البائسة.

لكن سامي أبو زهري في تونس لم يكن مجرّد الناطق باسم حماس، بل أولًا وأساسًا هو سفير المقاومين الأبطال الذين كانوا قبل أسابيع يدكّون تل أبيب بالصواريخ دفاعا عن هذه الأمة، ولذلك استقباله، وتجاوزًا للمنطق البروتوكولي الممكن إثارته، كان واجبًا سياسيًا وأخلاقيًا من سعيّد خاصة وأنه قرّر منذ البداية تصعيد لهجة الخطاب الرسمي التونسي تجاه قضيتنا الأم منذ قولته الشهيرة "التطبيع خيانة عظمى."

برمجة زيارة إسماعيل هنية والتي لا يُعلم بعد ميعادها لم تكن تعني ألا يٌستقبل أبو زهري.. استقبال سفير المقاومة فوّت فرصة مناسبة إطارا وتوقيتا للإصداع بموقف رسمي تونسي واضح دعمًا لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة، وهو حق ثابت لكل شعب محتَل..

هنا فعلًا، دعم القضية من رئيس الجمهورية كان بحاجة أن يتحوّل من القول إلى الفعل.. والأمر لم يكن يحتاج إلى الكثير من الجرأة أو للشجاعة.. بل كان يحتاج ببساطة لإرادة جادّة.. ولكن للأسف.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات