رسالة الى اخي وصديقي وزميلي العزيز احمد صواب

Photo

(عن هيئة الحقيقة والكرامة)

قرأت تصريحك حول هيئة الحقيقة والكرامة وتواصل اعمالها بعد انتهاء مهامها يوم 31 ديسمبر 2019 لما اعتبرت ان الهيئة اغتالت العدالة الانتقالية وان تواصل تاجير اعضائها فساد. للأسف مرة اخرى سيد احمد تطلق النار بشكل عشوائي...منذ 2011 مع تجنب مدروس لأركان النظام السابق....

بل ان عداءك لهيئة الحقيقة والكرامة لطالما حيرني لان تضامنك مع زهير مخلوف واخينا محمد العيادي لا يبرران البتة حجم معاداتك لهيئة الحقيقة ولسهام بن سدرين…

عزيزي سيد احمد...عندما كنا انا وانت ننعم بمرتباتنا المحترمة في المحكمة الادارية كانت سهام بن سدرين ومن معها (صديقنا عياشي الهمامي والأستاذ مختار الطريفي والأستاذ نجيب الشابي والأستاذة راضية النصراوي والأستاذ سمير ديلو والجيلاني الهمامي) يسحلون في الشارع ويتعرضون لأبشع المضايقات ..

في تلك الايام كنا انا وأنت نقرا l' audace بالسرقة"... في تلك الايام كنا "وسط السيستام " ...ننتفع بما ينثره امامنا بن علي من فتات.... كنا نلقي الدروس بالمدرسة الوطنية للإدارة وأنت كنت تدرس الاطارات العليا بوزارة الداخلية في صلامبو ...منذ 20 سنة... دعني اسألك عن سر مطالبتك بتصفية العدالة الانتقالية.... هل "فظاظة"سهام بن سدرين و"قباحتها" تكفي لذلك؟

ام لان اغلب ضحايا الانتهاكات من حزب النهضة يبرر معاداة الهيئة؟ سيد احمد ( كم احبك يا رجل !) الم تقل انه لا ضير من عدم احترام تركيز المجلس الاعلى للقضاء في الاجل القانوني عملا بمبدأ الاجل الاستنهاضي وقلت نفس الشيء في لجنة تقصي الحقائق حول احداث الثورة لكنك انكرت ذلك الاجل الاستنهاضي على هيئة الحقيقة رغم رفض الادارة العميقة التعامل معها؟

ام ان " للعدالة وجوه كثيرة "...؟ على راي الممثل المصري العظيم يحي الفخراني.. سيد احمد...قربك من حركة التجديد تاريخيا لا يمكن ان يبرر عداءك للهيئة لأنها تخدم في" الخوانجية...." تعلم اني علماني مثلك حد النخاع...ولكن العلمانية الحقة هي التي لا تميز بين الناس حسب ايديولوجياتهم....

دعني اذكرك بمبادئ قانونية لا يختلف فيها اثنان في سياق الحديث عن انتهاء عمل هيئة الحقيقة والكرامة. ان حل او انهاء وجود اي هيكل او مؤسسة يقتضي تصفيته..وهذا لا نقاش فيه…

لكن اعمال تصفية كل هيكل او مؤسسة او شركة او جمعية تبدأ بعد انتهاء مهمته او نشاطه....ولا يمكن منطقا وقانونا ان تتولى هيئة ما تصفية نفسها وهي بصدد القيام بمهامها...خصوصا اذا تعلق الامر بإدارة مهام administration de mission كهيئة الحقيقة ولجنة تقصي الحقائق ...خلافا لإدارات التصرف administration de gestion
( يراجع مقال Edgar pisani , Administration de gestion et administration de mission, RFSP 1956...)

يا ابا صائب....اعطني ادارة واحدة في تونس حققت اهدافها في الاجل القانوني المضروب لها:

- الحكومة لا تستهلك إلا 30 في المائة من ميزانية التنمية سنويا واغلب مشاريعها تسقط في الماء..و70 في المائة من المشاريع لم تنجز منذ 2009…

- البرلمان غير قادر على سد اي شغور في الهيئات وغير قادر على المصادقة على مشاريع القوانين حسب الرزنامة المبرمجة.

- القضاة يفرض عليهم القانون تحرير الاحكام في اجل 10 ايام...ولا وجود لاي محكمة قادرة على ذلك

- رئيس الجمهورية وعد بعشرات الوعود....ثم صرح بان البلاد مفلسة وان الارهاب باش يقضي علينا.

اين اجلك الاستنهاضي وأجلك المعقول من كل هذا ومن هيئة الحقيقة والكرامة؟ ما غايتك من ضرب ملف العدالة الانتقالية ولحساب من ؟ اتذكر ان احد قدماء لاعبي المنتخب نفخوا في صورته وانه يلعب بدون كرة....وأنت سيد احمد تبدو بدون قضية واضحة...هل انت مع من سلبت حقوقهم واغتصبت نساؤهم مهما كانت مرجعيتهم...ام ضدهم...؟ تلك هي المسألة؟ اما الاشخاص فهي مسألة ثانوية...ولا نبي تحت القبة....

لمعلوماتك....اصدرت الهيئة القرار عدد 12 بتاريخ 31 ديسمبر 2018 انها في حالة تصفية...وإنها هي التي تتولى التصفية..ولا يمكن لغيرها القيام بذلك لأنها اولا مطالبة بالمصادقة على القوائم المالية...وجرد ممتلكاتها...وختم صفقاتها...وتسريح اعوانها...وهي امور لا يمكن إلا للعلي القدير ان ينجزها في الليلة الفاصلة بين 31 ديسمبر 2018 و1 جانفي 2019 الساعة صفر....وهذا ما طلبه صاحب نوبل للسلام...الذي اقرأه السلام...وكما قال لي يوما صاحب نوبل للسلام "اشتم من قرارك الفلاني رائحة سياسية " وها انذا اردها عليه لاني اشتم من سعيه الى طرد الهيئة وغلق مقرها "رائحة حزبية نتنة" ..

صديقي العزيز... يقول المتنبي

"ومن يجعل الضرغام بازاً لصيده

تصيده الضرغام فيما تصيدا"

وقال زهير ابن ابي سلمى

"ومن يجعل المعروف في غير اهله…

يكن حمده ذماً عليه ويندم"

انه عتاب محب...يا صديقي…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات