السيد رئيس الجمهورية انجز عملك ولا تنجز عمل غيرك…

لقد ترشحت لتشغل خطة رئيس جمهورية وليس لخطة رئيس حكومة.. صلاحيات معروفة وواضحة في الدستور وهي مهمة بل ومصيرية للبلاد ف"ما تطمحش فيها" كما نقول في الدارجة ولا تستصغرها... ولا يشرئب عنقك نحو صلاحيات غيرك.. لديك جدول عمل مليئ:

- في مجال الدبلوماسية الاقتصادية ضع خطة عمل مع وزير الخارجية ووزير التجارة للقيام بزيارات رسمية أو زيارات دولة للدول الشقيقة و الصديقة مرفوقا برجال الأعمال للبحث عن أسواق لمنتوجاتنا المخزنة والمخززة دعما للتصدير...هذا ما فعله الدكتور منصف المرزوقي في أفريقيا خلال عهدته…

- في مجال الامن القومي اهتم بمعضلة مكافحة الإرهاب لمحاربته امنيا وعسكريا ولكن فكريا أيضا عبر تنظيم الندوات والحوارات مع الشباب وفتح باب الأمل امامهم و مقاومة الخطاب المتطرف...بن علي اهتدى إلى تنظيم محاضرات أكاديمية في القصر وتنقل على التلفزيون... رغم انه لم يكن ديموقراطيا...اما انت! فأنت جامعي واحق بذلك..

- أعد الاعتبار للهيئة العليا الرقابة الإدارية والمالية اللي هي تابعة رئاسة الجمهورية واخرجها من سباتها العميق فهي مؤسسة جد هامة دورها التنسيق بين هياكل الرقابة ولم لا تدفع في اتجاه تدعيم وتوسيع مهامها وعدم الاقتصار على التنسيق... وعلى اي حال القانون يسمح لها حسب رأيي بإحالة ملفات الفساد إلى القضاء…

- اهتم بمعهد الدراسات الاستراتيجية اللي تقريبا ضاع في مهب الريح ولا يشتغل على مواضيع جادة بعد أن عانى من التعيينات السياسية ثم عينت على راسه ر م ع التبغ والوقيد ! والبلاد تعج بالجامعيين المختصين في الاستراتيجيا.

- اهتم بالموفق الاداري وما ادراك ما الموفق الاداري اللي هو تابعك واللي يعتبر في أوربا من أهم المؤسسات ويمكن ان يكون حلا لمعضلة طول التقاضي أمام المحكمة الإدارية الذي يعتبر مهزلة حقيقية (معدل الفصل في القضية 10 سنوات بمختلف درجات التقاضي).

- وحتى شركة الخدمات الوطنية والاقامات العمومية اللي تابعة ليك موضوع هام... ويلزم تغير مهام هذه الشركة الوطنية وتخرجها من خدمة الحج فقط وهي مهمة مخالفة لقانون المنافسة...وتخليها تشتغل مثلها مثل الشركات السياحية الأخرى...وتحقق ارباح...

هذه اهم مهامك.. ولا طائل من وراء اخذ مكان الحكومة.. أو السعي لتوظيفها..أي رئيس حكومة يقبل بأن يكون طرطورا؟!! لا تنس مبدأ اساسيا في التعيين.في الوظائف العامة وهو واجب نكران الجميل obligation d'ingratitude ويعني.. من تعينه لا يخدمك.. بالضرورة..بل يقوم بمهامه فقط.

ثم انك ترشحت لتكون رئيس جمهورية ولم تترشح لتكون رئيس حكومة.. ان كنت وعدت الناخبين بمقاومة الفساد فلديك الهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية طورها وشغلها وان كنت وعدت بالتشغيل فالدبلوماسية الاقتصادية طريق نتاجه مضمونة... هذا عدا حقك في تراس مجلس الوزراء في الحالات التي حددها الدستور..

اطالبك بهذا لأني دافع ضرائب ولا أريد أن ادفع لمن لا ينجز عمله.. عملا بقاعدة العمل المنجز (مجلة المحاسبة العمومية) كثير علينا أن مجلس النواب لا يشتغل ويطلع علينا كل يوم بفضيحة.. وكثير علينا أن كل الحكومات لتصريف الأعمال فقط. وكثير علينا أيضا ان رئيس الدولة يرفض القيام بمهامه لانه غير مقتنع بالدستور ويريد ان يقوم بدور رئيس حكومة…

لا تنسى أن أسطورة تأسيس قرطاج تقول ان عليسة تحصلت على مساحة جلد ثور وقامت بتوسيعها لاحقا..بذكائها. ما لديك من صلاحيات يجعلك تمارس السياسة بنبل بعيدا عن خزعبلات التعيينات والتكليفات..

من حقك ولك الفرصة لان تسود ولا ضرر في الا تحكم.. لقد حكم راسبوتين Raspoutine روسيا القيصرية دون ان يكون قيصرا أو وزيرا.. اما انت فلديك صلاحيات مهمة ومصيرية للبلاد.. تركتها للأسف متعلقا بوجهة نظر شخصية حول النظام السياسي وحلم افلاطوني باللجان الثورية أو الشعبية..او كومونات لم تنجح اي منها عبر التاريخ من كومونة باريس إلى لجان معمر القذافي… مرورا بتجارب الدول الاشتراكية…

لقد انتخبتك.. ولو تكرر الخيار بينك وبين المشتبه به قد اضطر لانتخابك حتى لا يصعد مشتبه به. لكن…ما زلنا نأمل في ان تعدل البوصلة…مازال الأمر ممكنا (3 سنوات ونصف متبقية)…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات